القائمة الرئيسية

الصفحات

منذُ صغري كنتُ أمقُتُ ذاك الإسم المكتوب على شهادات امتِيازي ، وبعدها وجدتُه مكتوباً على هويَّتي .. وجوازِ سفري ...
شعرتُ بأنه يُلاحِقني .. كرِهتُه كثيراً ...
كما كان سبباً في بكائي ...
كان اسماً لِشخصٍ مجهولٍ كُتِبَ عليَّ منذُ طفولتي أن أتحمَّل وجوده ...
وكُتِب عليَّ أن اُقابِل صاحِبتهُ التي لطالما كرِهتُ نفسي كلَّما ذكر أحدهم اسمها أمامي ...
أو حتى همسَ بأني أُشبِهها ...
ولكن متى سيكونُ اللقاء .. لم أكُن أعلم !!...
كثيراً ما كنتُ أُخبِر أمي بِأُمنِيةٍ سرِّيَّة لي .. وبِرغبةٍ مُلِحَّة بأني حينَ أكبُر سأمحو ذاكَ الإسم وأضع
مكانه اسمها ...
كان بالنسبة لي كابوساً مُخيفاً ...
وكاللعنةِ التي تَحِلُّ على أحدهم فتَلتصِق به ...
أربعٌ وعِشرون عاماً وصاحبة ذاكَ الاسم ليست سوى خيالاً وشبحاً يحتلُّ أفكاري ...
والآن ظهرت !!...
ظهرَت بِكلماتِ استِعطافٍ مُبالغة ...
وبأُكذوباتٍ كثيرة ...
ظهرَت وقد لبِسَت قِناعها المُزركش بكثيرٍ من القصص التي تُفكِّر أن تعرِضها علَيَّ حتى أُصدِّق
عدم وجودِها طيلة العقدَينِ والنصف ...
قبل لم أكُن أُواجِه سوى اسمٍ مكتوبٍ على هويَّتي وأوراقي الثُّبوتيَّة ...
والآن صِرتُ أُواجه جيشاً من الأشخاص ، وصوتاً بدا يظهرُ على ملامِح ذاك الإسم ...
لا أريدُ معرِفة أي شيء .. ولا تهُمَّني كلُّ الأكاذيبِ التي ستُحكى أمامي ...
ما يهمني ويثيرُ فضولي ...
لِماذا الآن ؟؟؟...
لماذا فجأةً وجميعهم الآن ؟؟؟...



#مياس_وليد_عرفة



تعليقات

التنقل السريع