آلمتموني ياعرب !...
ألهبتُم جرحيَ النَّازِف من جديد...
ذاكَ الجرح الذي لم يلتئم يوماً ...
أوجَعتُم ذاكَ الطفلَ في صدري وبتَرتُم ذاكَ الحُلمَ المُختبئَ هُناكَ أيضاً ...
عذبتُم روحي وبِتعذيبِكُم أرواحَ أولئكَ الهارِبينَ من موتٍ وقهرٍ إليكُم أجهَزتُم عليها ...
فما عادَ باستِطاعَتي سِوى التحدُّث عن خذلانِكم ولا مُبالاتِكم ...
وما عاد لي سِوى قلمي أصرُخ به استِياءاً وألماً ...
أوجَعتُموني يا عرَب !...
جعلتُم الصَّحراء المُقفِرةَ ملاذَ أبناءِ بلادي الذينَ لجؤوا لأحضانِكم آملينَ الأمان ولا شيء سِواه ...
وضيَّقتُم أرضَ اللهِ الواسِعةَ عليهِم فوقَ ضيقِ صدورِهم وقهرِهم ...
هكذا قالت شاشة التلفازِ اللَّعينةُ التي ما انفكَّت تعرِضُ أخبارها وصوَرَها المُخزِيةِ التي تنخُرُ في القلبِ ألماً لا ألمَ بعده ...
وهل من ألمٍ أقسى من أن تُشاهِد أبناء وطنِكَ يُعامَلون بقسوةٍ من إخوانِهم العرب !...
تساءلتُ بضيقٍ بعد هذا الخبر ...
أبَشَرٌ أنتم حقاً ؟...
أم مجرَّد أجسادٍ بلا قلوبَ ولا مشاعِر تدوسُ على أجسادِ الضعفاء بغيَةَ هدف حقيرٍ ليس إلاَّ ، مصالحي ومكانتي وربما
كُرسيٌّ أيضاً !!...
أكادُ أشكُّ بذلك ...
سلامٌ عليكُم أبناء بلادي التائهين في أرجاء الأرضِ التي قالوا عنها : " بلادُ العربِ أوطاني !"
باللهِ عليكُم أسألُكُم أجيبوني ...
أيُّ وطنٍ ذاكَ الذي يطرُدُ من احتمى به طالِباً أمناً إلى صحراء !...
أمن أحدٍ يُخبِرُني من يقوى العيشَ في صحراء ؟...
وأتساءلُ في سِرِّي :
أتُراهُ الموتُ حاصَرهُم هناكَ على هيئةِ حُكَّامٍ يطردون الضعفاءَ من أراضيهم ليتَسَنَّى له التَّلذُّذ بِسلبِ أرواحِهم بِطريقةٍ مُختلِفةٍ
عمَّا هو الموتُ في وطني !؟...
هُناكَ حيثُ لا صوتَ يعلو صوتَ البراميلِ المُتفجِّرةِ والرّصاص ...
ولا رائحةَ تفوقُ رائحةَ الدمِ والغازاتِ السَّامَّةِ القاتِلة ...
على العُموم ، لم يكُن ذاك السؤال إلا فكرةً طرقَت تلافيف عقلي وظلَّت تروحُ وتجيءُ متوتِّرةً حتى تستفزَّني لأكتُبها ، وفعلت !...
سلامٌ عليكُم أبناء بلادي التائهين في أرضِ اللهِ الواسِعةِ ولا سلامٌ على عربٍ سلبتها وضيَّقتها وما رحَمَت ...

تعليقات
إرسال تعليق