القائمة الرئيسية

الصفحات

رِسالة لِلدكتور أحمد خيري العمري

منذ أن أنهَيتُ قراءة روايتك الرائعة والمميزة " شيفرة بلال " وأنا أشعر بالذهول وبأشياء لا أعرف كيف أفسرها، أشعر بأنَّ شيئاً ما داخلي يريد أن يتكلَّم،
لا بل يريد أن يصرُخ بأعلى صوته طالباً حرِّيَّته من ظلامٍ أغرقتُني فيه بإرادتي عبر أفكارٍ سلبيَّة مُحبِطةٍ لا أعلم كيف ومتى تسلَّلت واستوطنت تلافيف عقلي وبدأت بأخذِ دورِ المتحكِّم بكلِّ شيئ
تمَّ إبعادي عن ذاتي وإقحامي بالظلام!
تسبَّبَتْ بكرهي لنفسي ولأيِّ مرآةٍ أو زجاجٍ قد يعكِسُ صورتي الحقيقية أمام عينيَّ!
تلك الصورة التي أخاف منها وأَعجبُ منها بذاتِ الوقت.. كيف لها أن تكون بتلك الغرابة؟
غيَّبَت عن ذهني بأنَّ ثمة سبب ما أرادني الله أن أعمل لأجله وأنا على هيئتي هذه
ثمة رسالةٌ ما عليَّ إيصالها، وثمَّة نصرٌ سأحظى به في نهاية الأمر، فالله لا يُضيِّع عمل عبدٍ من عباده 
نعم.. وجدتُ روابِط تربِطني بِكلا البلالَين  ، بلال الصغير بِصراعه مع مرضه ومع نفسه
وبالأثر الذي عليه أن يتركه من خلال الكتابة، وكلانا رُزِقنا بتلك الهبة " الكتابة " قد تكون مجرَّد كلمة للبعض ولكنها للبعض الآخر حياةً ممتدةً لما بعد الموت
الموت هو النهاية الحتمية لجميع البشر ولكنَّ أثراً تتركه كلمةٌ في قلبٍ ما سيُورِّثها للجيل القادم فالقادم فالقادم
مُذهلٌ سحر الكلمات، مذهلة الكتابة، ومذهلٌ أنتَ يا صديقي
أما عن الرابطِ الذي أتشاركه مع " بلال الحبشي " صخرته التي أطبقت على صدره، لديَّ صخرةٌ أيضاً ولكنّي أحملُها على ظهري، هي مُلتحمة بي ولا سبيل لِلخلاص إلاَّ بمعجزةٍ يُحدثها الله من أجلي،
من أجل أن أتحرَّر ليس فقط من تلك الصخرة الثقيلة، بل حتى من شعوري الدائم بالضعف والنقص
ولديَّ أيضا " أميَّة " المُتمثِّل بالخوف!     
الخوف من أن أفشل بالخروج ، وبالتحرُّر من عبودية ضعفي!
عِشتُ في الظلام طويلاً ، أو كما قلتَ أنتَ في حلقةٍ من حلقات برنامجك "لا نأسف على الإزعاج"
كنتُ في بطن الحوت، والآن آن الأوان لأخرج مُتَتبِّعة نور الإيمان بالله وبما أملك من قدرات
آن الأوان لأتحرر، ليس مهماً كيف أو كم ستبقى مدة الخروج بقدرِ أهمية الوصول للقمة التي اختارها لي الله
بطريقة ما استطعتَ تحطيم الجدرانِ التي تسُدُّ طريقي الطويل من يأسٍ و نفورٍ منِّي! 
أمسكتَ بيدي المُتردِّدة بخفَّة وأخبرتني أين الطريق ومن أين يبدأ وأين سينتهي
شعرتُ بأني أسمعكَ تقول:
(( ربما تكون الطريق وعرة جداً ولكنَّ الهدف يستحقُّ العناء، والله معكِ لا تخافي     
    كوني على ثقةٍ تامَّةٍ بأنَّه آنَ أوانُ " قتل أمية "والنَّيلَ منه ))
صديقي الكاتب الرائع، مدينةٌ أنا لكَ بالشكر وأتمنى لك التوفيق والسعادة من كل قلبي
أخشى أني أرهقكَ بقراءة رسالتي ولكن تأكد بأنها نابِعةٌ من قلبٍ قرَّر ألاَّ يتنازل عن حرِّيته مهما كلَّف الأمر من عناء   




#مياس_وليد_عرفه

تعليقات

التنقل السريع