القائمة الرئيسية

الصفحات

الفوضى تُحيطُ بي، تُحاصِرني لِدرجة الاختناق!
الظلامُ الدامِسُ يَسحبُ الهواء من حولي، ويبُثُّ الرُّعبَ في أرجائي فأرتجِف
أشعُر وكأني أهوي من أعلى قمةٍ لِأعمق قاع، وما مِن يدٍ تسحَبُني
أو أنني أتلعثَمُ بالكلمات فلا أذنٌ ولا قلبَ يفهمُني، أقولُ بأني لا أعلمُ ماذا أريد
ولكنَّ الحقيقة هي أنَّني أكذِب، و بِجدارة أيضاً!
من أينَ تعلَّمتُ الكذِبَ؟!
أتساءلُ بخوفٍ من أن أكون مُخادعة كنوعٍ من مواكبةِ هذا العالمِ المجنون الذي امتهَن الخِداع حدَّ الانهيارِ،
هذا العالم الذي فقدَ السيطرةَ على ذاته فانتقلَت إلى أيدٍ كثيرةٍ مُتفرِّقةٍ ومتَشعِّبة، أيدٍ جعلَت من الجشعِ والطمعِ والنهبِ والحربِ
والقتلِ أسلوب حياةٍ ونهجَ سبيل.
هذا العالمِ الذي قتلَ الأحلامَ قبلَ أن تكبُرَ، واغتالَ البراءة قبل أن تتنشَّقَ نسيم الحياة،
جرَّد القلوبَ من المحبةِ الصافيةِ النقِيَّة بِنشرِهِ الشَّكَّ وسوء الظنِّ فيها وزرْعِ الاحتمالاتِ الأكثرِ سوءاً لِكلِّ تصرُّف،
وانتشَلَ الضمائرَ من أنفُسِ البشرِ جميعاً حتى صارَ الأخُ يجورُ على أخيهِ، والولدُ يتكبَّرُ على أبيهِ، والقلب لا يرِقُّ لِمصيبة
إنسانٍ حتى يرِقَّ لانهِيارِ وطنٍ بأكملِه.
أريدُ أن أعيشَ بِلا جدرانٍ تحجِبُ عني ما في الخارِج، أن أمتَزِجَ مع البشرِ وأتناغَمَ مع أحاديثهم بعيداَ عن سجنٍ حكمَت عليَّ
غُربةٌ حمقاءَ عَيشَه.
أريدُ أن أجِدَ لي وطناً خاصّاً لا حقد ولا كُره َفيه ولا حربَ ولا مآسي متفَرِّقة.
أريدُ أن ألتحِفَ الأملَ حُبّاً خالِصاً يُهدهِدُ خوفي ويزرعُ داخلَ قلبي زهرة حياةٍ لا أكثر.
صعبٌ جِداً ما أريده أعلمُ ذلك، ولكنَّ سقفَ الأملِ عندي لن يهبِط ما دامَ قِنديلُ الله في قلبي مُتَّقِد.


#مياس_وليد_عرفه




تعليقات

التنقل السريع