القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية "أبي طويل الساقين" للكاتبة "جين ويبستر"


القصة ممتعة للغاية وهي عبارة عن رسائل تحكي قصة " جورشيا او جودي آبوت اليتيمة التي أمضت فترة طفولتها في دار للأيتام وقد تكفل برعايتها وإكمال دارستها السيد جون سميث الذي سنتعرف على شخصيته الحقيقية في نهاية القصة "
وهذه الرواية من أنواع الروايات المحببة لي لأنها تأخذ بيدي لأعيش معها لحظات عفوية علاوة على أنها تحكي قصة مسلسلي الكرتوني الذي كنتُ أنتظره بشوق في طفولتي حتى الآن.. ( صاحب الظل الطويل)
عندما وجدتُ الكتاب صدفة وعلمتُ بأنه يحكي ذات القصة تشوقتُ لِقراءته وبما أني كنتُ أعاني من وعكةٍ صحية أثناءها فقد كانت قراءتي له بحد ذاتِها مؤنسة ومسلية لي ومُخفِّفة من آلامي.
أفكار جودي ورسائلها العفوية وخيالها الجامح وتصميمها على تحقيق حلمها تركا في قلبي أثراً عميقاً وخْيِّلَ لي أني أشبهها في ذلك ولا سيَّما أننا نملكُ حلماً مشتركاً وهو " الكتابة "
من الممتع جداً أن تجد لكَ شبيهاً في قصةٍ ما بين دفَّتَي كتاب ومن الممتع أكثر أن يكون شبيهك بطل القصة فهنا سيمتلئُ قلبك حماساً بأن تُنصِّبَ ذاتك بطلاً لقصتك الواقعية.
"أحببتُ هذه الفكرة "
أظن أنني بدأتُ أكتب بأسلوب جودي فمازلتُ تحت تأثير رسائلها وأفكارها.
لا بأس.. بعض التغيير قد يُفيد ويفتحْ أعيُننا على أشياء أعمق من أحلامنا.
كثيرا ما رغبتُ بكتابة رسائل يومية لمجهول أخبره فيها عن تفاصيلي الكثيرة الهامةِ منها والتافهة أيضاً وتبادلها معه، وأظن أنَّ رغبتي هذه ظهرَت آثارُها من خلال كتابتي لـِ " رسائل رديئة للقمر "
مازالت سلسلة الرسائل متتابعة..
لكنها في البداية بأسلوب خجول يشوبُه التردد.
لا أعلم سرَّ اختياري للقمر تحديداً رغم أني أميلُ للنجوم بحبي واهتمامي ، ربما تفُرّده هو السبب!.
في النهاية هو محضُ خيال أُقنِعُ نفسي بأنه يقوم بقراءتها، على عكس جودي التي كانت رسائلها تُقرأ من قِبَل "والدها طويل الساقين" ولكن بدون ردود!
سعيدة جدا لأن جودي حققت حلمها بِكونها أصبحت كاتبة بعد مرورها بالكثير من العقبات والصعوبات إلا أنَّ إرادتها تخطَّت كل ذلك.
بل وكنت أكثر سعادة في نهايتها عندما رُفع الستار عن شخصية " جون سميث " ، كان ذلك مُدهِشاً!

ملاحظة..
لفتت انتباهي رسومات جودي الطريفة في أثناء سرد الرسائل، أضحكتني في بعضها وأدخلت لروحي نوعا من السعادة والفرح.

ملاحظة ثانية..
لو تَسنَّى لي شراء الكتاب كنسخة ورقية والاحتفاظ بها لقراءتها كلَّما تسلَّل اليأسُ لقلبي وروحي لن أتأخر في ذلك ثانيةً واحدة.

المُخلصة دوماً ..
مياس

#مياس_وليد_عرفه

بعض الاقتباسات التي أعجبَتني..

- من الممتع جداً أن نعيش الكتب، لا أن نكتُبها...

- إنَّ المتاعِب الكبرى التي تواجهنا في الحياة هي التي تحتاج إلى الأخلاق القويمة، وكل إنسان يمكن أن يقابل أيَّة أزمة أو مُصيبة بشجاعة...

- سوف أصبِح شخصية جميلة، هذه الشخصية ربما تختفي وتضعُف عندما تهُبُّ بعض الأعاصير وتثور بعض الدوامات، لكنها ستتألق وتشُع نوراً عندما تُشرق الشمس...

- لقد صمَّمتُ أن أتجاهلَ وضعي الحقيقي، وأستمر في التظاهر!...

- كلّ إنسان يُحب القليل من المفاجآت، وهذا طبع في كل البشر...

- أعتقد يا والدي أنَّ أهم صفات الإنسان المحبَّبة أن يتميَّز بالخيال، فهذا يجعل الناس قادرين على وضع أنفُسِهم في موضِع الآخرين ومن ثم يشعُرون بالعطف والحنان والفهم وهذه الصفة " الخيال " يجب أن تُزرع وتُغرَس في قلوب الصغار...

- المناقشات المشتركة أفضل بالطبع من المناقشات التي تدور من جانب واحد...

- أنتَ الوحيد الذي أهتم له، إلاَّ أنَّكَ خيالٌ في خيال..

- عندما تعتاد على أشخاص معيَّنين أو حتى أماكن أو طُرُق معيَّنة للحياة ثمَّ تُنتَزَع منكَ انتِزاعاً ، فإنَّ هذا يترك مكانها إحساساً فظيعاً مؤلِماً ...

- إنه من الفظاعةِ بمكانٍ أن لا تملِكَ ذاكرة قوية بينما تملِك مِعطَفَين في وقتٍ واحد!...


تعليقات

التنقل السريع