القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية "وبعد" للروائي "غيوم ميسو"

 

أن تبدأ بغموضٍ ليتلاشى شيئاً فشيئاً فتظهرَ الحقائق تِباعاً وتنتهي بدهشة ٍ تأسِرك فتبقى على اتصال داخليٍّ بينك وبين الشخصيات، وربما وهميٍّ حتى تتقفَّى أثرهم بعد نهاية الرحلة برفقتهم لأنك ببساطة تأثرتَ وتعلَّقتَ بهم.

فهذا يعني أنك تقرأ إحدى روايات غيوم ميسو!

منذ صدمَتي بروايته الأولى التي قرأتها "لأنني أحبك" وأنا أبحث عن دهشة وصدمة مشابهة،

فبدأتُ بروايته " وبعد "

وبعد أن أنهيتها ازددت شغفا وحبا بذاك الروائي المبدع والمدهش!

بين طياتِ الكتاب عِشتُ مع المحامي المشهور ناتان ديل أميكو أصعب وأغرب لحظات حياته، ووسَّعتُ آفاق أفكاري لأفكر بشيئ ربما لم أتطرَّق إليه كثيرا

الموت!

النهاية الحتمية لساكني الكوكب جميعا.

ماذا لو كنتَ تعرف ميعاد موتك؟!

ماهو شعورك حياله؟

تخيل بأنك غداً لن تكون!

بصراحة راودني شيئ من الخوف حِيال تلك الأسئلة ولكنه كان خوفا مؤقتاً فإيماني كبير وما يهمني حُسن الختام رزقنيهاِ الله وإياكم.

تعلمتُ بأن الحب الصادق وعيش اللحظة الراهنه بكلِّ مافيها من مشاعر ومفاجآت ودهشات هو السعادة الحقيقية التي ستبقى ذكرياتٍ لذيذة للأيام المُقبلة.

بالمناسبة..

أعترف بأني أدينُ للطبيب غاريت غودريش باعتذار وأتمنى أن يسامحني عندما اعتبرته رجلاً متعجرِفاً دخيلاً ولكن اتضح لي بأنه رجل طيب ويستحق الاحترام والعطف أيضا.

حزنت عليه جدا فقصته جِدُّ مؤلِمة

أما عن مالوري فأحببتها حقاً وأحببتُ وفاءها وحبها لناتان ووقوفها بجانبه حتى بأصعب مواقفه.

"ولكنَّ الحياة ليست مُبارزة ولا حرباً، ولستَ مضطراً لأن تُثبت نجاحك في كل آن"

هذا ماقالته مالوري لزوجها الطموح الذي نسي أن يعيش تفاصيل حياته مع عائلته وجعل أشغاله وأعماله تسلبه منهم.

وما سعادة الحياة سوى بمشاركتِها مع من نحبهن.

لا أُخفي عنكم بأن روايته "لأنني أحبك" كان لها أثراً أكبر عليّ ومتعة أكثر اجتاحتني حينما كنت أقرأها ولكن "وبعد " أثرت بي بطريقة أخرى، وتركت ببالي أفكاراً كثيرة تتمحور حول الموت والسعادة والطموح.

ناتان ديل أميكو سيبقى ذاك المحامي الذي أُعجِبتُ به حقا، أحببتُ طموحه واصراره على تغيير واقعه والوصول لهدفه.

#مياس_وليد_عرفه


اقتباسات أعجبتني...


- من يدري ما الذي قد يحدث في الغد؟

لنا كلّ المصلحةِ في ألاَّ نُخطئ أولويَّاتنا في الحياة

- حبُّنا محتومٌ مثلَ الموت

لن تُجيدَ المحيطات إطفاءه

ولن تغمره الأنهار

- ليس الحب ذلك الشيئ المُطلق الذي يُقاوِم الزمن والمِحَن

- الأمر في غايةِ السهولة حينما لا يفتقِر المرء أبداً لأي شيئ

- ولكن في الحياة لا نعرف أبداً ما قد يحدث

- يجب أن نغفر وننسى

- لا يمكننا أن نُجادل في القرار النهائي وليس لأحدٍ تأثير على ساعةِ الموت

- في الواقع نحن لا نعرف شيئاً لأنَّ الحقيقة تكمُنُ في عمقِ الهاوية

"ديموقريط"

- إدراك الموت القادم يحُثُّ على العيش بطريقةٍ مختلفة والتَّلذُّذ تماماً بلحظاتِ الراحةِ المُتبقِّية لنا والاستعداد لِتعذيب الذات في سبيلِ العيش لوقت قليل إضافي

- حتى يوم من الحزن كان يوماً مُعاشاً في النهاية

- هذه هي المشكلة مع الموت، إنه يعود إلى الأسئلة الجوهريَّة بعد فواتِ الأوان

- الاهتمام بالآخرين، هو الإهتمام بالذات

- مع ذلك، لم تنسَه أبدا

كان دائماً حاضراً في مكانٍ ما من زاوية صغيرة في رأسها

- أيُّ معنى لهذه الحياة إن لم نستطِع تقاسُمها مع شخص؟

- إن السعادة لا تختصر على الرفاهيَّة المادية، السعادة هي قبل كل شيئ التقاسُم: تقاسم المسرَّات والمرارات، تقاسم السقف نفسه والعائلة ذاتها

- يخاف الانسان دائما مما لا يعرفه 

- إنه لأمرٌ صعب أن يكون المرء وحيداً في حزنه 

- أحيانا يكون المرء مستعداً لفعل كل شيئ حينما يرغب في الحصول على شيئ ما 

- أن يكون المرء في المكان المناسب، في اللحظة المناسبة، على الأقل مرة واحدة في حياته هذا هو المهم 

- الحب هو ما نعانيه دائما، حتى حينما نعتقد أننا لا تعاني شيئاً 

"كريستيان بوبان"




تعليقات

التنقل السريع