القائمة الرئيسية

الصفحات

 

من خلف القضبان، يبدو كل شيء غريبًا، بعيدًا، جميلًا، ومستحيلًا!

من خلف القضبان يبدو كل شيءٍ كالحلم، سرابًا بعيد المنال!

من خلف القضبان يبدو العالم بهيجًا، مليئا بالحب، والأمل!

من خلف القضبان أراقبُ وأنتظر شيئًا لا أحسبُ أنه سيأتي لولا أن يشاء الله مجيئه بمعجزة! 

وآمل ذلك

الغربة ليست ابتعادًا عن وطنٍ أو أرضٍ فقط!

إنما الغربةُ عندما تختلط الغرابةُ بكَ، بروحك، وبجسدك..

عندما يُصبح المستحيل غيمةً تَحجب نور الأمل عنكَ 

فكلما كبرتَ كبُرَت معك وسدَّت كلَّ منفذٍ للنور!

عندما تجدُ أن تمسُّككَ بالأمل صار ضربًا من الجنون، وأن الصمت واللامبالاة أقرب إليك من أيِّ شيءٍ آخر!

عندما تكتشف أنك وحيدٌ لا شريك لك ولا أحد يُلازم وحدتك!

عندما تؤثِر الابتعاد بإرادتك، وإفلاتَ ما حلمتَ به ببساطةٍ ساذجة!

وعندما تدركُ أخيرًا أنك لم تُخلَق لِتكون حياتك كحيواتهم جميعًا!

عندما تستوعب أن العالم الكبير والشاسِع من حولكَ ليس لك فيه سوى محطاتِ انتظارٍ لم تكن من حقك أبدًا، وقد لا تكون!

وأنَّ مَن ركض القلب إليه مُتلهِّفًا لم يكن لكَ منه إلا حكايةٌ جُلُّها من نسجِ خيالك الواسع البعيد كل البعدِ عن حقيقتك التي تقفُ أمامكَ بكل وقاحةٍ وتحدٍّ تنظر لمحاولاتك الفاشلة لتغييرها، تسخر وتؤكد لك بأن لا سبيل للخلاص منها!

الغربة عندما تكون لا شيء وتحسبُ وأنتَ مقتنعٌ أنكَ شيءٌ ولو كنتَ مختلفًا!

الغربة أن أكبر كل عامٍ وأنا لم أتحرك من مكاني قيدَ أُنمُلة، أنظرُ من خلفِ قُضباني وقيودي لِأرى أن الحياة جميلة وبعيدة!

أنَّها تتغير عند الجميع وتتوقف عندي!

الغربةُ أن أقترب لنهاية العمرِ وأنا لا زلتُ أنا!

كأني شجرةٌ تكبُرُ وتمضي بها السنين لِتموت بمكانها، وحيدة، منسية، مُقيدة!

اليوم أطرُق باب الثلاثين وأنا كشجرةٍ مُتعبة، تأملُ أن تتحولَ لِعصفورٍ بجناحين حتى يتحرك ويمضي هارِبًا عن أرضٍ قيدته طويلًا!

رغم استحالةِ الأمنية إلا أني لا أستطيع أن أترك الأمل وأعيش بدونه، فبدونه أنا بلا روح!.


#مياس_وليد_عرفه

1/8/2021‪





تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق


التنقل السريع