القائمة الرئيسية

الصفحات

وأنتَ تشربُ قهوتكَ على عجل!

 وأنتَ تشربُ قهوتكَ على عجلٍ، هناك في البعيد حيث لا وجود لي معك

كنتُ أراقبُ عن كثبٍ التفاتاتِك الصغيرة والكبيرة، ارتباكك المشوب بالقلقِ من مجهولٍ لم تتمكن عيناي البعيدتان من التقاطه!

كنتُ أصغي السمع لأصغرِ همسةٍ قد تهمسُها، فأذوب عِشقًا بتلك النبرة الرقيقةِ الدافئة!

كنتُ أراقب عينينِ جميلَتَين تُحاولان الهرب من شيءٍ ما، من ذكرى مؤلمة، أو من قصةٍ عابرة؟

أو ربما من غريبةٍ بعيدة!

كنتُ أنا الغريبة البعيدة التي احتملت أن تكون غريبة لِأن لا تخسر دفء المكانِ داخل قلبك!

كنتُ أنا الغريبة التي تحاوِل مِرارًا أن تنتزع عنها صفة الغرابة، أن تتملَّص منها كما تتملَّص عصفورةٌ صغيرةٌ من بين فكي قطٍّ جائع!

وأنا بين فكَّي غربةٍ واغتراب، اختلافٍ وخلافٍ عمَّا هو معروفٌ ومُتداولٌ بين أبناءِ مجتمعٍ لم يرغب إلَّا اهتمامًا بالظاهر!

ففتح المجال لِلألسنة الناقدةِ اللاذعة، وللعقول المُتنمرة، وللفكر السطحي المجرد من أيِّ منطقٍ وإنصاف!

وأنا غريبةٌ عنهم..

غريبةٌ عنك..

بعيدة، مُنزوِية، وحيدةٌ أطمعُ بنظرةِ حبٍّ من عينيك الجميلَتين تُطرِبان قلبي فرحًا ما بعدهُ فرحُ!

قنوعَةٌ أنا رغم طموحي العميق بامتِلاكِ مفاتيح قلبك، تكفيني منكَ نظرةٌ أو كلمة، وقد تكون التِفاتةَ عطفٍ ومودة.

وأنتَ تشربُ قهوتكَ على عجلٍ، كنتُ أراقبك من بعيدٍ ولكم وددتُ لو حدَّثتُكَ عن وطنٍ ما عاد لي فيه موطِئُ قدم، فاخترتُ ما داخل صدركَ لي وطنًا، وليته يقبلني وطني الجميل مواطِنةً وحيدةً وأبديةً لا يحِقُّ لِسِواي الإقامة فيه بل والموت داخل أراضيه المرصَّعةِ بالحنانِ والحب الموشَّى بالوفاء ولا شيء سوى ذلك!

وأنت تشربُ قهوتك على عجلٍ، كنتُ أراقبك من بعيدٍ وليتك تعلمُ كم تمنيتُ لو أني رائحةُ القهوة حينما يقترب الفنجانُ من وجهٍ لطيفٍ أثناء ارتِشافها، صدِّقني لن تشرب قهوتك حينها على عجلٍ!

ستشربها على مهلٍ، بل على مهلِ المهلِ مُتلذِّذًا، وستُحبني أكثر، سأقترب أكثر، 

وألتصق بجدران قلبكَ أكثر حتى أصير أنا أنتَ، وأنتَ أنا!


 #مياس_وليد_عرفه






تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق


التنقل السريع