القائمة الرئيسية

الصفحات

 

عزيزي القمر

الساعة الآن الثانية إلا ربعا بعد منتصف الليل، نوافذي مُشرَعة ونسمة هواءٍ لطيفةٍ تُداعب الجو من حولي، مشروبي المفضل والدافئ أمامي، تعرفه جيدًا أعلم بذلك، وأعلم كذلك أنه مفضل بالنسبة لك، كم كنتُ سعيدة حينما علمتُ أنك تحبه، لم يكن تفضيلك للمشروب مُبهِجًا بقدرِ الفكرة من أن نتشارك حب شيءٍ مهما كان بسيطًا، المشاركة هي ما يهمني في الأمر كله.

لنعد للبداية لأني سردتُ في الحديث معك، هي عادتي مع مَن أحب، الحديث لكسب أكبر قدرٍ من الوقت معه، وهذا ما كنتُ أحاول جاهدةً إيصاله لك ولكنك لم تكترث!

على العموم، لستُ أكتب إليك اليوم للمعاتبة، بل لأني شعرت بالحاجة إليك وبإلحاحٍ غريب، شعرتُ بأن شيئًا ما يحثُّني على معرفة أخبارك التي اخترتُ بنفسي أن تنقطع، كنت أحارب ذاك الشعور بشدة منذ استيقظت وأنا أحاول تجاهله، لكنه تمكَّن مني لحظةً فبكيتكَ خوفًا ولهفةً وشوقًا، أعلم أنه لن يفيد شيءٌ من كلماتي بعد اليوم، لكني لا أطيق تحمل القلق الذي انتابني، والضيق الذي هاجمني فجأةً!

بين يديَّ روايةٌ لصديقة لي، قررتُ الغوص بين سطورها علَّها تُريح قلبي وتُهدِّئ من روعه، لكن تلك السطور أعادتني إليك، شعرتُ وكأنها تُعيد سرد حكايةٍ أعرفها جيدًا، لا مهرب منك اليوم، أيقنتُ ذلك فعلًا!

في حياة المرء كلها لا يُصادف إلا روحًا واحدةً تستوطن جوارحه جميعًا، فإما أن يكون الاستيطان مُتبادلًا أو أن يكون نصيبًا لطرفٍ واحد!

ويبدو لي أني الوحيدة التي تشعر بل وتوقِن باستيطانك لكلِّها، فكل محاولات النسيان باءت بفشلٍ ذريع، وكل محاولات تجاهل التفكير بك لم تزد الأمر إلا سوءً، وكل أملٍ بأن أصبحَ يومًا بذاكرةٍ ممسوحةٍ فيما يخصُّك مستحيلة!

تساءلت اليوم وسط بكائي بترددٍ فانقبض قلبي بقوةٍ وطردتُ ذاك السؤال اللعين من رأسي خوفًا من مواجهته، ومواجهة حقيقة أنك مجرد خيالٍ غريب الأطوار.

هل أزور تفكيرك؟

عزيزي القمر..

انسَ كل ما كتبته لك وأخبرني، هل أنت بخير؟


#مياس_وليد_عرفه




تعليقات

التنقل السريع