وأخيرًا تمكنتُ من قلبي، وجعلته يقسو على ذكراك ومكانتِك، ورميتُ زهراتك الثلاث اللاتي كنتُ أحدثهنَّ عنك إذ كنَّ الشاهد الوحيد على قصةٍ جميلة وطويلة وقاسيةٍ بحجم طولها!
وأخيرًا تمكنتُ من التخلص من كل ذكرى لكَ معي، وإبعادها عن عينيَّ اللتَين لم تكُفَّا عن بكاءِ فراقك، وعن ملمسِ يديَّ اللتَين كانتا تتلمَّسانِ أثر لمساتك عليها، وتلاحقان أيَّ احتمال للمساتك!
وأخيرًا تمكنتُ من إبعادِ ملامحك المختبئة بين أوراقها وبتلاتها، وعلى أمل إبعادها عن ذاكرتي وقلبي أطمح!
وأخيرًا تمكنتُ من جعلي وحيدةً لا رفيق لي ولا أنت!
صار الفراغ أكبر وبهذا ستكبر احتمالات ضياعي رغم محاولاتي الدائمة للثبات، إلاَّ أني على تعثُّرٍ دائم!
تارة أتعثر بذكرى، وأخرى بصورة لكَ بوجه باسمٍ ضحوك ينهرني بقسوةٍ: سعيدٌ بدونك، اطمئني!!
وتارةً أخرى بصوتكَ يخبرني بأن لا حكاية جمعتنا إلا خيالي الواسع الذي نسج على هواه قصة مستحيلة الحدوث!
وتارةً عجيبةً بقلبٍ استلطف روحي الطفولية المرحة لأقع فيه هروبًا، وما أن أطمئنَّ وأهدأ حتى تخرج من داخلي غاضبا صارِخًا:
أنا هنا؟
عزيزي القمر...
بالله عليك أخبرني
أوَجَعٌ أنتَ لتكون نصيبي من الدنيا مع مرضٍ وفيٍّ؟
أم أنك كذبةٌ حدَّثتُني عنها ذاتَ وحدةٍ ونسجتها حقيقةً أرتديها كثوبٍ أنيقٍ لا ثوب سِواه لي؟
لا مكان آمنٌ يحتضن خوفي من ظلامٍ أنتَ صانعه رغم علمك يقينًا أنه أكثر ما يثير الرعب داخلي!
عزيزي القمر...
وعدتُكَ مِرارًا أن لا خيط سيجمعنا بعد غيابك، ولكن عزيزٌ عليَّ قطعُ خيطٍ يصلني بكَ ولو كنتَ كذبة!
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق