عزيزي القمر...
كيف حالك؟
أعلم أني تأخرتُ بالكتابة إليك هذه المرة، وأعلم أيضا أنك لم تكن تكترث لرسائلي ولم تنتظرها يومًا!
ولكني رغم ذلك، لا أملكُ سوى أن أكتب إليك!
متعبة جدًّا.
إن كنت فكرتَ أن تسأل عن حالي وأنا على ثقةٍ بأنك لم ولن تفعل، على الرغم من ذلك سأجيبك، أم سأجيب نفسي مُتوهِّمةً أنك ستهتم لأمري، أنا لستُ بخير!
لا أعلم أحيانًا إلى أين أسير مندفعةً هربًا من وِحدةٍ تكادُ تُنهي ما تبقى لي من حياة، فأُنهيها بنفسي!
لم يكن أيُّ مهرَبٍ لجأتُ إليه مِلءَ خوفي مذنِبٌ يومًا!
لم تكن أنتَ يا قمري مذنِبٌ أيضًا!
لم تكن حكايتي التي تمنيتُ عيشها مذنبة أيضًا!
كان الذنب ذنبي منذ البداية!
وحدي المذنبة بحقِّ نفسي وقلبي!
وحدي المُلامةُ على ما أنا عليه من ألم وحزنٍ وصراعاتٍ تكادُ تُمزقني.
كان عليَّ أن أعلم منذ بدء وعيِي وإدراكي بكلِّ ما حولي بأنِّي خُلِقتُ لأكون وحدي لِنفسي لا شريك لي في هذه الحياة سوى كلماتي!
عزيزي القمر...
بقيتُ وسط حياةٍ فارغة من كل شيءٍ إلَّاي وخوفي وحزني بلا شيء، لا شيء يواسيني سوى الكتابة لك!
أنتَ اللاشيء، واللا أحد الذي لا يهتم بما أكتب، تجعلني أشعر بالأُلفة ربما!
لستُ مضطرةً لِأُبرر لك شيء، ولا لِأشرح لك أسباب تصرفاتي، ولا أحتاج لأحلف لك كل يوم بأن مكانك بقلبي لن يتغير!
لا أخاف أن أُخالفك بالرأي، ولا أقلق أيضا لأنك تعلم!
تعلم أني متعبة لدرجة عجزي عن احتمال شيء، أي شيء!
عزيزي القمر...
ليتكَ كنتَ شيئًا وحقيقة لمرةٍ واحدة فقط
أريد أن أرتاح قليلًا بهدوء، بطمأنينة، بلا خوف أو قلق!
أريد أن أُدرِك أني لا أستحق هذه الوحدة، وأن هناك من سيعرفني كما أنا بحقيقتي وبأناي
أناي التي لا تعلم كيف تُعرِّف عن نفسها وتُوضِح حُجَجها!
بسيطةٌ أنا رغم كل عقدي!
عزيزي القمر...
يبدو لي وكأنَّ طريقي لن يشاركني فيه إلا أنا!
عليَّ من اليوم أن أتعلم كيف سأكفيني مُغلِقَةً نوافذي وأبوابي المُشرَعة على روحي للبقاء بسلام!
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق