القائمة الرئيسية

الصفحات

 كنتُ أجلس في مقهى الجامعة ، الطلاب من حولي، متحمسون وسعيدون، وبعضهم متذمرٌ من طول فترة الدوام، وآخرون من تعبٍ وارهاقٍ أصابهم!
كنتُ أفكر: ماذا لو سمحت لي الظروف ودخلتُ الجامعة؟
كلية الصيدلة كما كنتُ أحلم!
كلية الصحافة والإعلام كما صِرتُ أحلم!
"ماذا لو؟" 
سؤال يحمل في طيَّاته الكثير من الاحتمالات المُتشعِّبة، والندم المتسلل كحشرةٍ خفيفة الظل!
لكن لِم الندم؟
أليست الحرب من فعلَت فِعلتها؟
أليس حظي هو من رمى بي في طرقات الحيرة؟
أمِن المعقول أن يندم المرء على شيءٍ لم يختره، ولم يكن له يدٌ باقترافه؟
البعض قد يقترف أخطاءً فادحةً في اختياراته، ولا يندم أبدًا، هو يستسلم لِما يعيشه مُتذمِّرًا فقط!
والبعض قد يندم على ما لم يفكر باقترافه يومًا!
مثلي تمامًا.
ماذا لو لم تكشِف الحرب عن أنيابها؟
ماذا لو بقيَت هادئة؟
هل كنتُ سأكتب حينها؟
هل كنتُ سأُراقِص الكلمات بسعادةٍ كما أفعل اليوم؟
ينتابني الخوف من تخيل انعِدام العلاقة بيني وبين الكتابة، ينتابني الرعب لأنها طوق النجاة الذي أتشبث به لأبدو بتلك القوة التي أنا عليها اليوم!
ماذا لو لم تكشف الحرب عن أنيابها؟
هل كانت الكلمات حياتي اليوم وتباهَيت أمام الملأ بأن كلمة "كاتبة" هي أثمن ما أهدَتني إياه الظروف؟
قد تظلمنا الظروف في ظاهرها، لكنَّ الباطن حتمًا سيكون شيئًا آخر إن تمسَّكنا بالصبر والإيمان وانتظرنا مُتمسكين بالأمل. 
قد يكون طريق الصبر صعبًا ومُتعِبًا، لكنَّ ما بعده يستحق! 

#مياس_وليد_عرفه




 


 

تعليقات

التنقل السريع