عزيزي أكتوبر...
جئتَ في الوقت الذي كنتُ فيه بحاجةٍ حقيقيةٍ لبدءِ كل شيءٍ من جديد، وكأنك كنتَ تشعر كم كنتُ مُحطَّمةً ومكسورة!
لم يرفق بي سيبتمبر أبدًا، وقد وجَّه لي ضربته بشيءٍ من الغدرِ اللا متوقَّع!
كنت أطير في سمائي بسعادةٍ لم أرَ مثلها من قبل، وقد لا أرى!
كانت الغيوم جميعها تبتسم لي بكثيرٍ من الحبِّ، إلا أني تركتها جميعا ورحتُ أسعى نحو غيمتي التي لطالما حلمتُ بها، وحين اقتربتُ لألمسها، أرعدَ الرعد غاضِبًا وأبعدَني عنها دافِعًا إياي بكلِّ ما له من قسوةٍ لأسقط بشكلٍ مفاجئٍ ومُدوِّي!
لأسقط بلا أي رحمةٍ أو شفقة..
أصابني الجمود والصمت في البداية، كنت أشعر وكأن الدنيا تركض سريعا وأنا واقفةٌ لا أرى شيئًا ولا أسمع!
كنتُ كمن يحاول أن يستوعب من الدمار والظلام حوله أنه صار تحت الأنقاض بعد انفجارٍ مفاجئٍ لا حساب له!
بيد أن الأنقاض من حولي كانت داخلي فقط، لم يرها أحد!
حاولتُ بكل جهدٍ أن لا يراها أحد ريثما أتماسك وأُلملِم شتات أفكاري وأستوعب خسارتي.
غيمتي الجميلة.. ستبقَين الغيمة الألطف في حياتي كلها، ومهما ضِعتُ عنكِ في هذه الدنيا ستبقَين برفقتي ومعي وداخل قلبي.
قد تجبرنا الحياة على مفارقة ما نحبُّ قسرًا، إلا أنَّ ما في قلوبنا لن يتمكن من نزعه أحد!
عزيزي أكتوبر، كنتُ قد وعدتُ نفسي أن لا أستسلمَ لِضعفٍ أبدًا، وها أنت هنا لِتخبرني أن البداية جاءت، اقلبي صفحة الماضي بكل ما فيها من جميلٍ وسيء، وابدئي من جديد حيث بإمكانك صنع الكثير والوصول حيث تريدين.
وهذا بالضبط ما سأفعله.
أما عن غيمتي سترافقها دعواتي وأمنياتي بمطرٍ لطيفٍ من الحب والسلام.
#مياس_وليد_عرفه
تعليقات
إرسال تعليق