فجأة وبدون مقدمات

وكأنَّما فجأة أصبح لي وجود على هذه الأرض ...
وكأني لم أكن من قبل إلاَّ وهماً ودخان ...
ما الذي ذكَّركُم بي وأنا المنسيَّة منذ الولادة ... 
منذ وجودي الأول على هذه الكرة الأرضيَّة ...
ما الذي أفاق داخل قلوبكم حتى ضجَّت فجأة حباً وعطفاً ...
ومنذ زمن ليس بالبعيد لم أكن شيئاً ...
أتُراكم قرأتُم حروفي المُتناثرة هنا وهناك ؟...
أتُراكم رأيتم شيئاً من حلمي المُختبئ بين سطور خواطري ؟...
ماذا تُراكم رأيتُم ؟.. ما الذي تغيَّر فجأة ؟...
جميعكم لم أكن أعلم عنكم شيئاً ...
حتى أني لا أذكر أني تكلَّمتُ عنكم يوماً ...
في الحقيقة لم أكن أتوقَّع مجيئكم يوماً ...
حياتي كانت هادئة ...
تُرى ما الذي خطر في بالِكم حتى تنثُروا غبائر الماضي أمامي فجأة ...
وبِدون مُقدِّمات أراني غارِقة في كمٍّ هائلٍ من التَّساؤلات ...
ورغبة مُلِحَّة بأن يكون كلُّ ما يحدث الآن حلماً ليس إلاَّ ...
لِأستفيق على حياتي الهادئة مجدَّداً بِلا تساؤلات ...
بلا ضجيج .. بلا اختناق .. بلا ضوضاء ...

#ميَّاس_وليد_عرفة