رُغم بؤسِ هذا العالم و سواده ...
والظَّلامِ الذي يُسدِلُ سِتارَهُ على تلك الأرواح المُتعبة ...
والقبورِ التي كثُرَ زُوَّارُها ومازالت تستقبِلُ الكثير بعد ...
لأنَّها ولِسببٍ ما باتَت المكانَ الأكثرَ أماناً في يومِنا هذا ...
رُغم الملامِح التي تكادُ تصرُخ من شِدَّة الآلامِ وهولِ المُصابِ ولوعةِ الفُقدان ...
ورُغم الحروبِ التي ما قامَت إلاَّ على ظهورِ الفقراء والأبرِياء تطحنُهم وتفتِك بحياتِهم ...
ثمَّةَ نورٌ خافِتٌ يُحاوِل نشر أشعَّته الخجولةِ من آخر ممرِّ الألم بأنَّ الله مع القلوبِ الضَّعيفةِ ...
بأنَّ الله يسمعُ ويرى ...
وبأنه يُمهِلُ لِلظالمينَ ليسَ إلاَّ ...
ثمَّة أملٌ يُشِعُّ ويَخفُت مُحاوِلاً إثباتَ وجوده ...
ولِلأسف لا يُحاولُ رؤيَتهُ أولئكَ المُعذَّبين والمُغَمَّسينَ بالأهوالِ والمصائب ...
لا عتَبَ عليهم فالآلامُ غطَّت على عيونِهم غِشاوة ...
ذاك الأملُ أراهُ واضِحاً ، وسأجعلُ من نفسي منارةً لِأنشرهُ مِنها بين قلوبِ اليائسين ...
سأدلُّهُم عليهِ بِكلِّ ما أوتيتُ من حروفٍ وكلمات ...
وسأكون غيمةَ سكاكِر أُمطِرُ على قلوبِ الأطفالِ فرحاً وسعادةً ...
سأكتُبُ من أجلِهم وأنا العاجِزَةُ عن فعلِ شيءٍ لهم سِوى الكتابة وترتيبِ الكلماتِ كيفما شئتُ بهدفِ رسمِ ابتسامةٍ على الوجنات ...
وزرعَ بذورِ الأملِ في قلوبِهم بأنَّ كلَّ ذلك سيمُرُّ وينتهي ويغدو ذكرى ذات يومٍ وسنُغلِقُ صناديقنا بإحكامٍ على بشاعتِها ...
قالوا لي في بِدايةِ الحُلُمِ بأنَّ لكلِّ كاتبٍ قضِيَّةٌ يكتُبُ لأجلِها ورسالةٌ يسعى لإيصالِها ...
وأنا اخترتُ قضيَّتي ورِسالتي ...
أولئك الأطفال الذين كبِروا قبل أوانهم ...
أولئكَ المُعذَّبينَ بالأرضِ بِلا ذنبٍ أو سبب ، وأولئك البائسين الذين يرتدونَ اليأس وِشاحاً دائماً ...
والضُّعفاءُ الذين خُلِقوا بأوضاعٍ خاصَّةٌ بهم لِيُصارِعوا في واقعٍ يرفُضُ وجودهم وكيانهم لِإثباتِ ذواتِهم مثلما أفعلُ دائماً ...
كلُّ أولئكَ هم قضيَّتي ...
ورِسالتي أنَّ الحياة أجملُ مما نعتقِدُ حتى بوجودِ المُعيقات التي اختارها الله لنا .. فإنها سببُ النجاحِ وتحقيق المُستحيلات ...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق