لا أعلمُ بمَ سَتُفيدُ كتاباتي أولئكَ الذين يموتون ظُلماً ضمن سلسلةٍ مُتواصِلةٍ من المجازر المُروِّعة ...
أولئكَ الذين تُسلَبُ الحياة منهم عُنوةً ودون سابق إنذار ...
لِتصِلَ درجةً يُسحبُ عنهم الأوكسجين الذي يتنفَّسونه لِلعَيشِ كَنََوعٍ من الانتقام ...
ولكن مهلاً ، الانتِقامُ مِن مَن ؟؟!...
من أطفالٍ أبرِياءٍ لا يعلمون شيئاً في حياتهم سِوى أنّ حرباً لا شأن لهم بها سلَبَتهُم حقَّهُم الشرعِيَّ في اللَّعِب ؟...
أتساءلُ دوماً : ما جريمَتُهم الكُبرى التي ارتَكَبوها حتى تَتِمَّ عُقوبَتُهم بهذا الشكلِ البشِع الذي قد لا يَحتَمِلُه عقلُ إنسااان ؟...
أحدُهم نطقَ بإجابة : لأنهم ارهابيون !!...
ماذا ؟؟...
ماهذه النكتةُ السخيفة ؟...
أطفال و إرهابيون !!...
من أين لهم بهذه التُّهمة الغبيَّة ؟...
ثُمَّ من أين جئتُم بهذه النتيجة الساذجةِ المُبتذلة ؟...
إنهم ملائكةٌ صِغارٌ لا يفقَهون شيئاً عن إجرامكم وعالمِكم المُتقلِّب ...
العالمُ الذي لم يعُد يفهمُ سوى لغةِ الحروب ...
أحدٌ آخرَ نطقَ أيضاً بإجابةٍ أقربَ ما تكونُ من المهزلَةِ وربما الحماقَة ...
قال : أنتم من تفعلونَ هذا بأبنائكم بغيةَ استِعطافِ العالم كي تُحققوا نصركم !!!...
هه !!...
أيُّ مُتَحدِّثٍ هذا ، وأيُّ عقلٍ يملِك ؟...
بالله عليكم أجيبوني ...
هل توحي ملامِحُ هذا الرَّجُل الذي يحمِلُ توأمهُ الوحيد بينَ يدَيهِ فاقِدَين الحياة بأنه هو من رماهما بِغازٍ سامٍ ،
وخنَقهُما حتى الموت بملْءِ إرادَته ؟...
هل تُخبِركُم ملامِحه المُنكَسِرة بأنه ينتظِرُ استِعطافاً من عالمٍ أقلُّ ما يُقالُ عنهُ أنه " مُتخاذِل " !!!...
ثُمَّ باللهِ عليكم أخبِروني ...
إذا كانَ هؤلاءِ يَملِكون غازاتٍ سامَّةٍ حقاً ، أليسَ من الأجدرِ بهم رميَها على قاتليهِم والانتِقامَ لأنفسهم وأولادهم وأبناء وطنهم ؟...
لِلأسف ، باتَ عالمُنا مهزلةً كبيرة !!...
من يُقتَلُ ظُلماً يُتَّهم بالظلم !!...
الضعيف الذي لم يعُد يملكُ من أمرهِ شيئاً أصبحَ سفاحاً !!...
وأولئك الذين يسرِقون الأرواح والحياة باتوا هُم على الحق !!...
ثُم ماذا بعد يا فُقراءَ الضمير والإنسانيَّة ؟؟؟...
- اللهم إنَّا نُعلِنُ براءتنا من كلِّ مُتَحدِّثٍ فقدَ عقله !...
اللهم وما لنا سِواكَ نوراً تُطفئُ حرباً أشعَلها شياطينُ الأرض ...
أعلمُ جيداً أن كتاباتي لن تُفيدَ تلك الأجسادَ المتراكِمة اختِناقاً أسود ...
لن تُعيدَ أرواحهم ولا حتى حقَّ من استطاع النجاة بروحِه بالحياة ...
ولكنَّ ذلكَ يستَفِزُّ نفسي الغاضِبة لِلكتابة ...
وأنا العاجِزة عن فعلِ شيءٍ سوى أن أصُبَّ غضبي حروفاً على الأوراق ...
علَّها تتمكَّنُ من إعادةِ العقولِ لأصحابِها الفاقِدين لها !...
وعلَّها تُشفي غليلي وعجزي عن القيام بأيِّ شيءٍ لإيقافِ تلك المهزلة ...
وبالنهاية لا أقول سوى " حسبُنا الله ونعم الوكيل " ...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق