تتوهُ بنا الدروب وتُوصدُ الأبوابُ في وجوهِنا أحياناً ...
طويلٌ ذاك الطريقُ مليءٌ بالعثراتِ والخطوب ...
ولكننا نمضي به بكلِّ ما أوتينا من قوة ، ثمةَ إيمانٌ خفيٌّ داخلنا يهمسُ دوما :
" امضِ فالطريقُ لك في النهاية ، إياك أن تيأس ، هاكَ قنديلُ أملٍ ...
وضعتُهُ في قلبِكَ مُتوقِّداً ...
إياكَ أن تطفئه!!... "
ونسمع منه فنعودُ لِلسعي مُجدَّداً إلى أن نُلاقي جحيما مسعورة !...
نُحاولُ الثبات .. بعضُنا يقدِر ويتحمل ويُكابر ...
وبعضُنا مجبورٌ على التحمل لا يملِكُ من أمره شيئاً ...
والبعض الأخير يلتحِف - بإرادتِه أو بِدونها - غُربةً تكادُ أشبهَ بقُضبانٍ من جليد ...
بارِدةٌ جُدرانها حدَّ الصقيع !...
ضيِّقةٌ هي حدَّ الاختناق ...
كلٌّ شيء فيها على سبيلِ الحياة بتدبير ...
وكأنَّ الحياة مِلكهُم وحدهُم وعليهم الأمر وعلينا التنفيذ ...
إن أرادوا عِشنا وإن لم يشاءوا بقينا في مكاننا قابِعين ...
ونسألُ عن ذاكَ القِنديلِ داخِلنا !...
هل أثَّرت فيه غُربتُنا ...
يعودُ ذاك الإيمان لِيهمِس لنا :
" اطمئن .. هو قنديلُ الله وقنديلُ الله لا ينطفئ .."
تُسفِر شفاهنا المُتعبة عن شبحِ ابتسامةٍ ونهمِسُ بالحمد ...
نحاوِلُ معرِفةَ ما إن كنَّا تغيَّرنا ...
نتفحَّصُ وجوهَنا وملامِحنا ، أحلامنا وآمالنا ...
وحتى ابتساماتِنا المُشرِقة ...
نجدُها قد تغيرت كثيراً ...
حتى أنَّا نكادُ ننسى كيف كانت ابتِساماتُنا مُشرِقه ...
تبدَّلَ الزمن وتبدَّلَ حالنا معه ...
وحده قِنديلُ الله بقي مُشتَعلاً يبعَثُ أشعّة أملٍ تضيء جدران قلوبِنا النابِضة بالحياة ...
رُغماً عن أنف المآسي والظروف ...
البعضُ لايريدُ أن يعترِفَ بذاك النورِ في قلبِه ، فتجدَه يائساً مُتخبِّطاً ...
والبعض رُغم أن كلَّ ما كان يتسلَّح به من أملٍ غاب وخسِره ...
إلاَّ أنه مازال مُتمسِّكا بقنديلِ الله مؤمناً به ...
فأيُّهم أنت ؟؟؟...

تعليقات
إرسال تعليق