القائمة الرئيسية

الصفحات

"أُرجوحة مُتَقَلِّبة المِزاج"



كنتُ أطيرُ عالياً فآخُذُ نفساً عميقاً وكأني أُحاوِلُ سحبَ أوكسيجينٍ سُحِبَ من أرجاءِ عالمي عن رئتَيَّ عُنوةً وغصباً
بعدَ ثوانٍ أهوي بِسُرعةٍ يكادُ قلبي يسقُطُ معها وتلامِسُ قدماي المُتعبة من الركض خلف أوهامي الأرض المُغطَّاة برمالٍ ناعِمةِ الملمس
لم أكترِث لِشعوري بأن قلبي كاد أن يسقُطَ وزادت خفقاته ضِعفاً ربما من خوفٍ تملَّكه على حينِ غفلَةٍ
ببساطة كنت مُستمتِعةً وسعيدةً لِدرجةٍ جعَلَتني أضحكُ بِصوتٍ عالٍ كضحكةِ طفلٍ قُدِّمَت له اللعبةُ التي لطالما حلمَ بها
مُتناسِية قلبيَ الساقِط وخفقاته !..
أعود إلى الوراء مُحلِّقةً عبر ماضٍ كنتُ قد رسمتُ به الكثير من الأحلامِ الوردية التي لم يُكتَب لها أن تتحقق
أتنهَّدُ بألمٍ وأشعُر كما لو أنَّ سكيناً يُغرَسُ داخلي ..
ربَّما كانت سكِّين الندمِ أو الحسرة .. أو ربما سِكينُ قبولِ الواقعِ القاسي واحتِضانه والتعايش معه ؟!
على أيِّ حال قبوله واجبٌ ومُحتَّم إذ أنَّ مُعاندة القدرِ ستزيدُ الأمور سوءاً ، والبؤسَ بؤساً !
قبل أن أهوي مُجدَّداً ينقبِضُ قلبي وأشعرُ بنسيمٍ باردٍ يُلامسُ وجهي برفقٍ فأعود لِلضحك مُجدَّداً وكأنني لم أتنهَّد وجعاً قبل لحظات ..
أصبحتُ مُتقلِّبة المِزاج بشكلٍ مُفرِطٍ يا قمري ، كالأرجوحةِ تماماً عندما تطيرُ بكَ عالياً نحو الأمام فتجعلُكَ تُحلِّق فرحاً وأملاً
وبعد ثوانٍ تجدُ بأنها هوَت بكَ فجأةً لِتُعيدَك نحو ماضٍ لطالما تفنَّنَ في إحباطِك وإرغامك على أن تُعانِد ظروفكَ بكلِّ ما أوتيتَ من قوَّةٍ
لِتعود بكَ مُجدَّداً فتهوي وتُحلِّق لِلأمام وتهوي وتحلِّقُ لِلخلفِ وهكذا ...
عندما كنتُ أُمارِسُ لِعبتي المُفضَّلة " الأرجوحة " تذكَّرتُك !
ألا ترى بأنَّها تُشبِهُكَ كثيراً ؟
هذا ما تمكَّنتُ من التَّوصُّلِ إليه بعد نصفِ ساعةٍ من التأرجُح تارةً بقوَّة حيثُ أشعرُ بي أطير سعادةً وفرحاً
وخوفاً من فقدانِ لحظة الفرح تلك ، وتارة ببطءٍ شديدٍ حيثُ أشعرُ وكأنَّ أنفاسي تكادُ تتقطَّعُ ملَلاً وصبراً نافِذاً خارِجاً عن حدِّه ..
وهذا أنت ببساطة !!...



#مياس_وليد_عرفه

للتحميل المباشر اضغط هنا


تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق


التنقل السريع