القائمة الرئيسية

الصفحات

السنينُ تمضي ولا تتوقَّف أبداً ..
سريعة جداً وكأنما هي في سِباق..
البارِحة كنتُ قد وثبتُ على قدميَّ أخيراً
وبدأتُ أولى الخطوات
كنتُ متأخِّرةً جداً بذلك ولكنَّ سعادَتي حينها 
وسعادة أمي وأبي بي أنسَونا أني بالسابعة..
والبارحةَ أيضاً دخلتُ للمدرسة الإبتدائية
حيثُ تعلمتُ رسمَ حروفٍ أحفظها عن ظهرِ قلب..
( أمي من سبقت المدرسة بذلك )
-البارِحة عُدتُ لِوطني بعد عشر سنين غِياب
والدهشة تملؤني ، كيف لوطنٍ كالجنة أن يُترك!..
وفي ذاتِ التوقيتِ بذاك الوطن
قرّرتُ أن أتخذ من الورقِ صديقاً سِرِّياً
بعد أن خُذلتُ من بعض الأصدقاء..
لم يعلم أحدٌ بذلك..
( سِوى أمي طبعاً )
-البارحة كشَّرَت حربٌ عن أنيابِها في ذاك الوطن..
وعدتُ مسحوبةً من أعناقي لِذاتِ الغربةِ ..
وعلِمتُ حينها معنى أن تكون منفِيّاً ..
علِمتُ حينها معنى أن تُغرَس سكينٌ في صدرِك
وتبقى تنغرِسُ أكثر كلما امتدَّ بكَ العمرُ
قابِعاً فيها كالمدن..
الليلة الماضية من فرطِ الألم
قررتُ أن أعلِنَ عما أخبِّئ
أخرجتُ قصائدي القديمة لِلعلن
على شاشةٍ زرقاء تحوي أسماء وألقاب
وأشباه بشرٍ لا تعلم عنهم سِوى حروفهم
وبعض صورٍ لهم علَّقوها على جدرانِ عالمهم
الوهمي أيضاً
أحبوا ما أكتُب وأحببتُ إخراج المزيد
حتى كبُر الحلم وقررتُ خطوَ خطوةٍ أكبر ..
أنجبتُ طفلي الأول " غربة شتاء "
من رحِم ذكرياتي ومخيِّلتي
كبُر الطفل وتعلَّقتُ به ..
أحَبَّه كثُر وطالبوني بالمزيد ..
حينها ازددتُ حماساً وقررت أن يُولد
طفلٌ آخر أسمَيتُه
" رسائل رديئة للقمر " من رحِم الحنين
لم يكن محظوظاً كأخيه
لكن له في قلبي أثرٌ ليس له مثيل
كحلوى الشوكولا التي أعشق
البارحة ..
أوقعَني القدر بقلوبٍ كثُر
منها من أحبَّ وجودي فاحتفَى
ومنها مَن خذل
منها من غادرتُها برغبةٍ مني
ومنها مَن كان بإرادةٍ مشلولةِ الأطراف مني
منها من صَدَق
ومنها من كذَب
وأنا بين كلِّ ذلك ،مرَّاتٍ أشعرُ أن الفوضى تملِكُني
ومرَّاتٍ أقولُ عليَّ أن أتعلم
أن أقعَ مِراراً ولا أستسلِم
أن أتمسَّك بأحلامي مهما كانت
أن أجرِّب وأفشل ومن ثم أنجح
أن أحبَّ الحياة ومن هم في حياتي
أن أكون ممتنَّة لكلِّ تلك القلوبِ حولي
تلك التي تمدُّني بالأمل والنقاء
اليوم كبُرتُ عاماً وأشعرُ وكأنّ تلك الأعوامَ
مضَت كلمحِ بصر
أرتشِفُ قهوتي بتلذُّذ
برفقة هديَّةِ أمي المميزة التي تعلم مُسبَقاً أنها تُسعدني
فأمي السَّبَّاقةُ لكلِّ شيءٍ يخصُّني
أقرأُ تهانيكم والفرحةُ تغمرني
أستمتِع بمحبتكُم لي
وأقولُ بأني أحبُّ وجودكم
بكلِّ أعوامي القادمة


تعليقات

التنقل السريع