القائمة الرئيسية

الصفحات

بعد أن فقد إخوتَه في قصفٍ همجيٍّ على بلدتِه الصغيرة التي تحملُ حجارتُها ذكرَياتِ ضحِكاتٍ وألعابٍ مضَت مع إخوتِه( لين و عمر ) 
تنهَّد بأسى بعد أن سالت دمعته لِتحرِق وجنتيه اللتينِ أحرَقَتهما الشمس لتُحيلهما سُمرةً غامِقةً في المخيم حيث لا سقف يحمي من حرِّها ولا جدران قوية ثابتة. 
تذكَّر أثناء جلوسِه أمام خيمته عندما كان يلعبُ مع إخوته في الحارة لعبة الغمَّيضة، كان يعلمُ جيداً أين يختبئ كلٌّ من لين وعمر لكنَّه كان يُفَضِّل أن يستمتع بضحِكاتِ انتصارِهما عليه 
تذكَّر أيضا كيف كانت لين تتراقصُ فرحاً كلما رأت بائع البالونات الملونة التي كانت تأسِرها، كيف لطفلة تعشق الألوان والحياة أن تُقتَل، وكيف لِطفلٍ كان لا يفارق كرَته أن تغدِرَه قذيفة؟ 
فتَح عينيه بعد أن نالَ الحزن منه واعتصر قلبه الصغير لِيرى أمامه مجموعة أطفالٍ صِغار من عمر إخوته يلعبون الغمَّيضة، ابتسم لِرؤيتهم وقال:" رحِم الله أرواحكم الصغيرة يا صغيرَي "
ثمَّ التفت ناحية اليمين لِيرى بائع بالوناتٍ قريبٍ من خيمته ضحِكَ بِأسفٍ وقال في نفسِه : لو كانت لين معي لظلَّت تتقافز في وجهي راجِيةً كي أشتري لها واحِداً! 
مدَّ يده في جيبه ليُخرِج بِضعَ ليراتٍ كانت حصيلة عمله لِليوم في غسلِ سياراتِ المارَّة بالطريق العام القريب من المخيم، تمنى أن تكون كافية لِشراء كافةِ البالونات عند البائع ،فذهب ناحيته وأخرج ليراته وبالفعل كانت تكفي لشراء كل البالونات عدا ثلاثة ولكن البائع كان طيباً وأعطاه إياها كاملةً 
بدت السعادة على وجهِ الصغير وعادَ بها لينشرَها على الأطفالِ الصغار الذين بدأت ضحكاتهم تعلو لما رأوا البالونات..

تعليقات

التنقل السريع