القائمة الرئيسية

الصفحات


لم يكن السقوط المتكرِّر هو ما يؤلم قلبي، ولم يكن الألم لحظة السقوط هو ما يبكيني ..
كلُّ ذلك لا يهم ولن يُهم، حتى انحناءة ظهري المتعب لم تعد تهم، ضيقَ تنفسي وتسارع نبضات قلبي أيضا لم يعد يهم!
ما يهمني حقا هو الخروج من بوتقة الخوف الدائم..
التحرُّر من الخوف من أن أفقد عادةً أحبها، صنعَ قهوتي بِنفسي، ترتيبَ حاجِياتي وجمعها وحدي، المشي بمفرَدي دوما بِلا يدٍ تُمسِك يدي لأستنِد عليها...
خوفي من أن لا أعيش لحظةً تاريخية صار من الصعبِ عليَّ تخيُّلها، بالنسبة لي هذا الأمرُ أكثر تعقيدا بل مستحيلًا أمامَ فكِّ أمِّيٍّ شيفرات كلماتٍ مكتوبة بخطٍّ جميل وجِدت على مِقعَدِ حديقةٍ فارِغٍ قصده ليستريح من تعبِ ركضه خلف أحلامٍ حتَّمَ عليه الواقِع الصعب ضياعها بِلا مُبرِّر..
أن تنسى كيف تصعدُ درجةً صغيرة أليست الفكرة بِحدِّ ذاتِها فظيعة!؟
أو أن تنسى كيف تقفُ بعد كلِّ سقوط فتنتظر الأيادي الحنونة لانتِشالِك ومدَّ يد العون، ماذا لو اختفَت الأيادي؟!
هل ستنبقى ساقِطاً تنتظر؟
ستُحاوِل ولكنَّ ركبَتَينِ خائنتَين لا تُعينانك!
ماذا بعد ذلك؟
الانتظار الممزوج بالخوف يُقلِقني، يضعني في متاهاتِ التفكير الدائم والمستمر بكلِّ شيء كبيرٍ كان أم صغير، مفسَّرٍ كان أم مُبهم..
أنا لستُ مُصابة بتشوُّهٍ بالظهر أم بِعطبٍ بالركبتَين لا أبدًا فقد اعتدتُ الأمر وصار مُستساغًا بالنسبة لي علاوة على أنه أمرُ الله وعليَّ القبولُ والرضى به بقلبٍ مُطمئن..
لكنني مصابةٌ بالخوف!
الخوف من كلِّ شيء وأي شيء، من فقداني لأحدِ الأيادي العطوفة _أمي وأبي وإخوتي_ من فقداني لقدرَتي على الإعتماد على نفسي حتى في أتفه الأمور، من فقداني القدرة على الأمل والإستمرار بالمقاومة
أخاف أن أفقد قدرتي على الحلم بغدٍ مُختلف كلَّ الإختلاف عن واقعي ..
وأخيرا أخاف وِحدَتي واندِماجي اللا إرادي بها ...

تعليقات

التنقل السريع