القائمة الرئيسية

الصفحات



يأكلني المللُ من كلِّ شيء
ومن اللاَّشيء
من الراحِلين والمُتواجِدين بلا أثرٍ ملموس
من الصمت
من الكلام
من أغنياتٍ ما عاد لِسماعِها أيُّ مناسبة
ومن أخرى لم تأتِ مناسبتها بعد
ربما لن تأتي
وربما لا مناسباتٍ تجمعني بها
يأكلني المللُ من فرحي اللاَّمرئي
ومن حزنٍ يلبسني أو ألبسه 
لا أدري من منَّا يرتدي الآخر
ولكنَّ ألمًا خفِيًّا يئِنُّ بأعماقي
بتواتُرٍ مستمرٍّ لا يتوقف
يأكلني الملل من حياةٍ لم تأتِ بعد
هي هناك في خيالي
لا أثرٌ لها على أرضٍ لا تأبه بأرواحِ ساكنيها
ومن وطنٍ ينهشُ شوقه أحشائي
يُعرِّشُ شوكُ الغربةِ عنه جدار روحي
يُدميني، يُشوِّه ما بقي لي من زُرقةِ سماءٍ 
كنتُ أرقبها وترقُبني
ننظرُ لبعضِنا كعاشِقَينِ تمنَّيا أن لا تنتهي لحظةُ 
تلاقي أعيُنهما
أن يتوقَّف الزمنُ أبدًا
لكنه تخطا الأمنيات وركض مُسرِعًا 
واختطفَني من سماءٍ كنتُ أعشقُها وتعشقُني
انطفأت نجماتي وانطفأتُ ببُعدِها
ظلامٌ أنا ما عادَ النورُ يأويني
وأيُّ نورٍ سيُرضيني ونورُ الشامِ ينظرني؟
يُحملِقُ من بعيدٍ يقول:
ألا من عودةٍ فإني أنتظرُ احتِضان شتائكِ
المظلمِ أيا روحًا لفَّها صقيعُ الشوقِ لِفراقي؟
تعالي أُضمِّدُ الجِراح وأزيلُ بردكِ القاتل
أُعيدُ إليكِ نجمتكِ وعشقكِ الأوحد
تعالي فإنَّ سماءكِ لم تزل تشتاقكِ تسأل:
أما من عودةٍ قرُبَت لروحِ طفلةٍ كانت تُطيلُ النظر بي ولا تسأم؟



تعليقات

التنقل السريع