" واو " هذا ما قاله بلال الصغير عندما عرف من هو بلال الحبشي..
وهذا ما أقوله أنا بعد أن انتهيت من الرواية ..
أعتقد بأني محظوظة جداً بقراءتها في هذه الفترة بالذات من حياتي، حسنا أعترف بأني أجلتُ قراءتها مرَّاتٍ عديدة ولكن ليس من الصدفة أن أقرأها في هذا الوقت، ربما هي إشارة لي من خالقي بأن آن الأوان...
لا أْنكِر أني ببعض الفترات كنتُ قد فقدتُ الأمل من أن أتمكن من التحرر والخلاص.. جميعنا قد يفقد الأمل..
ولا أُنكر أيضا بأني عشتُ وما زلتُ أعيش صراعاتٍ دامِية داخلي تُرهقني أكثر مما أنا عليه في الظاهر..
ولكن أن تظهر رواية فجأة في مثل هذا التوقيت لِتُغير الكثير من أفكاري السلبية والمُتضارِبة وتُساهِم بِتجديد علاقتي بخالقي وهذا الأمر الأهم ومن ثم علاقتي مع نفسي.. لم تكن مصادفةً أبدا...
نفسي التي لم أعرفها حقيقة و إلى الآن ما زلتُ أحاول معرفتها والتصالح معها ومسامحتها على كل يأسٍ أو ضعف وغضب وتصرفاتٍ استفزازية مُريعة وغريبة، والبدء معها من جديد...
قرَّرتُ هذه المرة البدء بكتابة تلخيصي عن الرواية من عندي.. من الأثر العميق الذي تركته داخلي..
ببساطة لا أعتقد أبدا أن بلال الصغير وحدهُ من استطاع الاستفادة من قصة بلال الحبشي في التغلب على مرضه أو حتى رغبته في الخلاص من الثغرة التي تركها في نفسه المُتَنمِّر جون ومواقفه الخبيثة واستفزازاته له، أو في مواجهة والده الذي تركه منذ كان صغيرا، أو في رحلة بحثه عن الله...
ولا حتى لاتيشا والدته التي حرصت دوما على أن تكون أبا وأما لبلالها بالاستفادة من القصة في صمودها أمام ذبول وحيدها أمام عينَيها وتلاشيه بالتدريج، أو حتى بمواجهة مديرها المُتغطرس...
ولا حتى أمجد المُلحِد الذي وجد نفسه بطريقة ما يعمل على قصة إسلامية وشرحها أيضا لطفل صغير على حافة الموت، أتُراها مصادفة أم أنَّ الله شاء لِلنور أن ينتشر في قلبه؟..
جميعنا يستطيع ربط ما يُعانيه بقصة بلال بن رباح، وجميعنا يستطيع التحرُّر من عبوديَّته كما تحرَّر بلال..
العبودية ليست كما يعرفُها الجميع ، بل هي كما أخبرنا عنها الكاتب بأسلوبٍ عميق ومُبتكر..
جميعنا لديه " أمية " في حياته، وعلى جميعنا الخلاص منه.. قد يكون أمية بضعفِ شخصيَّتِنا أو في العمل كمدير متذمِّر أو في المدرسة ك " جون " المُتنمِّر..
قد يكون على هيئة مرضٍ خبيث أو عُضال ، أو ربما بتشوُّه خلُقي يدفعُ الشخص لِلتواري به عن الأنظار هرباً من العيون الشامتة والساخرة...
قد يكون أمية بعلاقةٍ باردة شبه منقطعة مع الأصدقاء أو الأحباب..
وقد يكون في حبٍّ اعتقدنا بأنه الحب الأبدي الصادق الذي لن يخذلنا ولكن للأسف..
لم يكن سوى أمية الذي كان يحركُ مشاعِرنا تجاههُ كيفما أراد ، لأنه ببساطة يعلم نقطة الضعف فينا..
تماما كما فعلت كريستين بأمجد، كانت " أمية " خاصته المريضُ بها...
في كل مكانٍ أو شعور قد نجدُ أمية.. ولكن الأهم هو كيف سنهزم أمية ونتحرَّر من عبوديته؟؟!!..
هنا تكمن قوتنا الكامنة التي لم نكن نعلم بها حقيقة.. تلك هي قوة الإيمان بالله...
أحياناً نتفاجأ من أنفسنا التي تكتسب فجأة قوة مواجةٍ ما كنَّا لِنتخيَّلها، سبق وجربتُ ذاك الشعور.. وبالفعل ذُهِلت!!..
تماما كذهولي بروعة وقوة هذه الرواية ومدى تأثيرها الذي تركته داخلي...
أكثر ما أعجبني بأسلوب الكاتب طريقته في دمج الأمور وإيصال فكرته بطريقة سلسة ومُقنعة..
أما عن تقمُّصِه كل تلك الشخصيات( أمجد.. لاتيشا.. بلال) وبالنهاية والأجمل تقمصه شخصية تاريخية ليست موجودة بحياتنا وواقعنا بطريقة تجعلك تشعر وكأنه خرج من قبره وبدأ يُحدِّثنا عن قصته ومشاعره بنفسه.. برأيي أن الكاتب يمتلك عبقرية مذهلة في عقله...
أخيراً تمكنتُ من الوصول إلى أنَّ " الحياة " خاصَّتنا قد تستمر حتى بعد موتِنا عن طريق أثر طيب نتركهُ خلفنا وهذا ما كنتُ أحاولُ فعله عندما قمتُ بإنشاء مدوَّنتي الخاصة..
يحدث أن نتوه من شدة إعجابنا بالشيئ فنتلعثم وتضيع منا الحروف..
شكرا للكاتب المبدع والمميز
شكرا للصدفة التي اختارت هذا التوقيت بالذات..
شكرا لنفسي التي استيقظت بعد أن تناولت جرعة قوةٍ لِتقف معي من أجل أن نهزم أمية خاصَّتنا ولنترك أثراً طيباً مليئاً بالأمل من بعدنا...
بالمناسبة..
أعتقد أنَّ شيفرة بلال ستكون رائعة كفيلم سينمائي..
هكذا تخيلت...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق