القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية "برتقال مر" للكاتبة "بسمة الخطيب"


الكتاب: برتقال مر

الكاتبة: بسمة الخطيب

عدد الصفحات: 296

نوع الكتاب: رواية

 

فتاةٌ على أعتاب الثلاثين من العمر، تهرب من قريتها لسببٍ غامِض إلى بيروت، تستأجر شقة هناك وتهُمُّ بصنعِ وليمةٍ من الأطباق اللبنانية الريفية، لِرجلٍ قابلته مرَّةً في العمر، فصار حبَّ حياتها، ولقاؤه الحلم الذي بذلت لأجله كل جهدها.

تسرِدُ لنا على نارٍ هادئةٍ من داخل مطبخها بينما  تقوم بطهو أطباقها قصصًا عن قريتها وعن نسائها البائسات أغلبهنَّ، عن غرفةٍ دأبَت على تعطيرها وترك رائحة النارنجِ تعبق بها لِتترك بهذا أثرًا لها قد تصبح مجرد ذكرى منسية لدى أصحاب الغرفة الغائبين، وعن جدتها التي عاشت جُلَّ عمرها برفقتِها في النهار بالعمل الشاق، وفي الليل بحضنها وهي تروي لها الحكايات قبل أن تُغمض عينيها لتدخل عالم الأحلام فتقابل غيلان وجنيات وأميرات حكايات جدتها.

تذكر نساء القرية وأحاديثهنَّ التي لا تنتهي ومآسيهنَّ التي لا تنفكُّ تهجرُهنَّ، ولم تنسَ "عيشة" التي جرَّدتها نهائيا من كلمة "أمي"!

ذكرَت لؤمها وكرهها لها بكلِّ أسى، لم أحتمل هذا الجزء من الرواية ولم أصدق أن أمًّا تنبذ ابنتها منذ سنواتها الأولى بسبب دمامةٍ في وجهها، أو اختلافٍ عن أخواتها، لم أصدِّق أنَّ أُمًّا قد تورِّث ابنتها كل هذا الثقل والألم الذي سيكبر معها لِتصير شابة مترددة وعديمة الثقة بنفسها، شابة تكره ذاتها وتخاف البوح بأي شيءٍ يُخالِجها من مشاعر لِتتحول إلى كتلة أسرارٍ لا تُكشف!

كانت بحياتي "عيشة" في الحقيقة لكنني لا أعلم عنها شيئا ولا أريد، وهذا هو الفرق بيني وبين بطلة القصة "مي" التي عرفت اسمها في النهاية. ربما هذا ما أثارني وولَّد داخلي نوبة غضبٍ على "عيشة" التي برأيي لا تستحق أن تكون أُمًّا!

في واقعنا يوجد الكثير من "عيشة" بِغض النظر عن سببِ التخلي إن كان دمامةً في خِلقة الطفل أو الطفلة، أو مرضًا أو تشوها أو ربما انتقاما كما حدث منذ مدةٍ قصيرة في العراق!

وهو مجرد مثالٍ من أمثلة كثيرة لا نعلم عنها شيئا في مجتمعاتنا، لا أعلم لِم تخونني كلماتي دومًا عما أريد كتابته في الواقع فأسرد قصصًا مليئة بالمآسي حدثت ولا تزال تحدث في واقعنا.

على أي حال لِنعد للمهم، بينما كنت أقرأ وأغوص بين صفحات الرواية _الالكترونية للأسف_ كانت روائح الأطباق اللذيذة تعبق بأنفي ورائحة ماء الزهر تحديدا تعبق بقلبي وبين تلافيف عقلي الغارق بين السطور، ولكنَّ رائحةً خجولة مُترددة كانت تتهادى بين الحين والآخر لِبطيناتِ قلبي لِتثيره بالنبض الجميل "رائحة الحب المُنتظر بلهفة رجلًا من الماضي".


- جرأة الطرح في الرواية في بعض الألفاظ التي أراها بذيئة ومعيبة، وبعض الأمور  "الخاصة بالنساء" لم أستسِغها ولم أستمتع بها، ولكني رجَّحتُ الأمر للبيئة التي جرت بها أحداث الرواية كونها قرية بسيطة لِتقريب القارئ من الحقيقة الواقعة هناك، لذا لا بأس تجاوزتُ الأمر.

- لم تكن الرواية الأجمل مما قرأت ولكني لم أشعر بالندم على قراءتها، كانت تجربة جيدة أن أستمتع بحكاياتٍ من داخل المطبخ وعلى نارٍ هادئة.


#مياس_وليد_عرفه


اقتباسات أعجبتني


- لو أنَّ الغد لا يأتي، كي أبقى أحلم بقدومه


- كان فعلُ حبٍّ مُوارِبًا، يتركنَ حلاوةَ المذاق والإسراف في المكسرات الثمينة يُوصِلان رسائل قلوبهن، لأنهنَّ ترَبَّين على إخفاء مشاعرهنَّ وإنكارِ غرائزهنَّ.


- هل اخترعوا قماشًا يهدئ روع النفس، ويكون بردًا وسلامًا على القلب المُحترِق؟

قماشًا يُخفف ألمَ المعدة الذي بدأ يشتدُّ وأنا أخطو نحو لقائنا المُرتَقَب؟


- مسموحٌ للموت أن يغدر بنا، لأنه لا يترك لنا فرصة العتاب واللوم أو حتى الندم


- دافعت شجرة النارنج عن بقائها ووجودها بأن تكون صالحةً لِصُنع "ماء الزهر"


- حيثُ على كل أنثى _لم تختر أن تُولد أنثى_ أن تُبرر قدومها إلى العالم وبقاءها فيه، وضحكتها لو علَت قليلًا، وشهقتها لو ارتفعت، تبرر نجاتها من المرض والموت، وإصرارها على التمسكِ بالحياة، برغم أنها لا تنال منها سوى نقماتها وما علق في قعرِ الطنجرة من بقايا مُحترِقة


- الحق أني أسأتُ اختيارك أنت، إن جاز اعتبار الحب خيارًا 


- جيلًا بعد آخر. لسنا هنا سوى نُسَخٍ مُتتالية، ومع كل نسخة تفقد الصورة الأصلية شيئا من أصالتها وحقيقتها، نصبح وهميين أكثر!


- الروح شيءٌ صغيرٌ جدًّا يتسلل من قبرٍ مُحكَم، وكبير جدًّا لا يتَّسع له مكان.


- هكذا تفارق الروح الجسد، شمعةٌ تنطقئ وتفوح بعدها رائحة الوداع.


- الحب، أن نرى غرسةً في الملح ونقول: "ستزهر"

هكذا هو حبي لك


- الشغف السطحي يذوب أكثر من مكعب ثلج في فرن.




تعليقات

التنقل السريع