القائمة الرئيسية

الصفحات

 

ما نحتاج إليه جميعا، ما نبحث عنه طويلا بلا كللٍ أو ملل، ما يُطفئ لهيبَ حزننا وفقدنا الملتهب، ما يجعل الحياة تدِبُّ في عروقِنا مُجدَّدًا بعد أن جفَّت ويبست أرواحنا وتكسَّرت آمالنا هو الحب اللا مشروط!

اللا مقيد بالأسباب والأوصاف!

الحب البريء المليء بالمشاعر الصادقة والحقيقية.

الاعتراف المُباغِت في لحظة الشتات والبحث عن شيء يملأ فراغ القلب الشاسع، لِيُعيد الأمل والحياة من جديد.

حضنٌ مفاجئ يصحبه جملة:

"أنا بحبك لو كان ضهرك منفوخ!!"

بالتأكيد لن يصدر ذاك الفعل إلا من طفلٍ صغير.

تُرى، كم طال تفكيره بـِ "ظهري المنفوخ" ؟

بماذا فكر؟ وأي الأسباب وضع؟

متأكدة من أنَّ عقله الصغير لم يجد أيّ إجابة على سؤالٍ سألني إياه الأسبوع الماضي:

"مياس، مين نفخلك ضهرك؟" 

أخبرته بأن الله عاقبني لأني لم أسمع كلام أمي ذات يوم! 

لم أستطِع إيجاد إجابة يستوعبها عقله الصغير، الشرح الطويل للسبب والتحدث بالأمور الطبية  والنفسية التي انعكست عليّ وحاربتُها طويلا وما زلتُ أحاربها شيء كبير جدا على عمره الصغير

وبالتالي لن يفهم شيئًا مما سأقوله!

لكن، من الواضح أنَّ إجابتي الساذجة لم تُقنعه رغم أنه أقرَّ بأنه لن يجعل أمه تغضب أو تحزن.

في الواقع، كنت أحتاج وبشدة إعترافًا كهذا، جميعنا بشر ولنا قلوبٌ داخل أضلعنا تحتاج لأن تمتلئ بالحب، ولا شيء غيره!

كنت أحتاج أن يقولها لي أحدهم: 

"أحبك رغم كلِّ عطبٍ فيكِ!"

فجاءتني صادقة بريئة حقيقية بلا شوائب أو شكوك، بِلا أي ريبة أو خوفٍ من مِصداقيتها.

جاءتني من أصدق المخلوقات على الإطلاق "الأطفال"!

لحظة البوح اللطيفة غمرتني بمشاعر مُربكة ولكنها جميلة، شعرتُ كما لو أنه تمَّ اختراق قلبي، وقد فعلها طفل الأربعة أعوام!

فعلها وجعل القشعريرة تسري بجسدي باردة ترفقها الفرحة، والأمل والحنان، ورغبة عميقة بضمة وإدخاله لداخلي، لقلبي وروحي، أوليس هو ذات الطفل الذي أمسك إصبعي بقوةٍ منذ أول لقاءٍ لي به فأسميته "حياتي"؟

اليوم امتلأتُ بالحب كله وقد لا أجده إلا معه ومع تلك الكائنات الصغيرة، وحدها من تُعطي الحبَّ مُضاعفًا وبلا أي شروط!

ملاحظة..

إنحناء العمود الفقري لدي نتج عنه حدبة وهي ما قصده جود بـِ "ضهر منفوخ"

#مياس_وليد_عرفه

#جود_حياتي




تعليقات

التنقل السريع