اسم الكتاب: بلد العميان
اسم الكاتب: هربوت جورج ويلز
نوع الكتاب: قصة قصيرة
"في بلد العميان يكون الأعور ملِكًا"
أن يكون الإنسان كامِلًا في بلادٍ اجتاحَها النقصُ وصار الكمال الأسمى.. أن يُعتبر البصرُ مُجرَّدَ خيالٍ يستحيل حدوثه، ويُجبَرَ آخرُ على على الموافقة والاقتناعِ بذلك وهو الذي يمتلك نعمة البصر فقط ليضمن حياته!
للقصة محوَرَين اثنين برأيي:
الأول هو "الاعتياد على النقص" والإيمان المطلَق بأن كل من يختلف عن مجموعة الناقصين الذين نزلَ بهم الوباء قبل أعوامٍ طويلة وعايشته أجيالٌ كثيرة يُعدُّ غريبًا ومن الضروري إقناعه ولو بالإجبار أنه مُصابٌ بالخبال وقلة الفهم والإدراك!
تمامًا كما حدث مع "نونيز" عندما علِقَ ببلدٍ كلُّ ساكنيه مصابين بالعمى خائِري الأعين!
عندما أخذ "يونيز" يُحدِّثهم عن الرؤية اتهموه بالجنون والخبال، وعندما أصرَّ على إخبارهم بأن للسماء ساترًا جميلًا يحتضن شمسَ النهار وقمر الليل ونجومه حاربوه بشدةٍ وقالوا أن كل ذلك مجرد خيالاتٍ ليس إلاَّ وجميعهم يستطيعون تخيل الكثير من الأشياء غير الحقيقية!
-للأسف ظاهرة اتهام "المختلفين" بالجنون وقلة الإدراك وربما محاربته وتجاهله موجودة حقيقة وليست فقط بالقصص والحكايات!
ظاهرة التقليل من قيمته وأفكاره أيضًا لم تختفِ رغم أننا في زمن التطورات وصنع الحضارات إلا أنَّ بعض الأفكار والمعتقدات لم تتطور بعد!
ما الحل؟
يلزم ذلك تفكيرًا عميقًا لكل مِنَّا والغوص بداخل النفس وإيجاد الخلل، ثمة خلل وعلى جميعنا التعاون لمعرفته ومعالجته!
المحور الثاني "تقدير نعمة البصر وأنها خاصَّةً لا تُساوَمُ بأي شيءٍ آخر"
عندما وقع نونيز بحبِّ أحد فتيات المدينة وطلب يدها للزواج عارض الجميع وقابلوا طلبه بالرفض لأنه _بنظرهم_ إنسانٌ ناقصٌ ومريضٌ بعينيه!
بيد أنه قد يصل لدرجة الكمال ويُقبَل بينهم ويتزوج ابنتهم التي يحبها ويعيش سعيدًا معها للأبد، إن وافق على اقتِلاع عينيه "المشكلة الأساسية" برأيهم!!
هنا لا مجال للفِكاكِ من صراعٍ عقيمٍ لا نهاية له بين القلب والعقل، بين المحبوبة والعينين، من الأقوى بتأثيره يا ترى؟!
الكتاب جميل وممتع، وصغير لن يأخذ وقتًا طويلًا بالقراءة، لكنه سيأخذ الوقت الطويل بالتفكُّر في النعمة "المعجزة" التي أنعم الله بها علينا.
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق