عزيزي القمر
الساعة الآن الثانية والنصف وأربع دقائق، أصوات الأطفال تعلو في الخارج، خارج غرفتي، تركتُ الجميع وانزويت لأكون وحدي مع موسيقى ولأول مرة أقوم بسماعها بقليلٍ من التركيز، لِسببٍ ما وجدتُها جميلة.
جميلةً لِلحدِّ الذي يجعلني أشتاق إليك بصورةٍ أكبر وأعمق من كلِّ مرة، أنت تعلم بأني لم أكُفَّ لحظةً عن الاشتياق إليكَ كما أعلم تمامًا أنك لم تقرأ رسائلي على محملِ الاهتمامِ لحظةً واحدة!
ولكني ولِسببٍ أجهله أجدني مُتصالِحةً تمامًا مع الأمر وكأنه طبيعيٌّ تمامًا، لا أعرف أبدًا إن كنتُ أهذي أم أنني طبيعية جدًّا، لا أستطيع أن أجزم الأمر.
يصعب علينا أحيانًا معرفة الحقيقة القابعة داخلنا، الحقيقة التي هي المفتاح الذي سيَحلُّ كافة المشاكل التي نواجهها من صعوبة فهم مشاعرنا!
من الصعب جدًّا فهم المشاعر داخلنا إن كنَّا نتجاهل المحاولة هروبًا دومًا من الغرق في دواماتٍ لا نهاية لها من الألم.
عزيزي القمر...
كلُّ ما أودُّ إخباركَ به أنك بدأتَ تظهر في عقلي وكأنكَ تعيش معي حقيقةً!
صرتُ أراكَ في الطرقات، وألمح وجهك اللطيف بين الوجوه الكثيرة التي صِرتُ أراها مؤخَّرًا، صِرتُ أسمع صوتك الذي أحبه بين أصواتٍ كثيرةٍ أعلم تمامًا أن لا وجود لك بين أصحابِها!
هل أنا مريضة؟
لا أعلم!
لكني لستُ بخيرٍ بدونك، أفتقدك!
أنا كائن هشٌّ بدون أثرك القريب
أردتُ إخبارك بأني بدأتُ أُصارِع نفسي حتى لا تطمئن عليك!
تعبتُ جدًّا من فعل ذلك، ولا طاقة لي على منع نفسي أكثر
عزيزي القمر...
أنت كل جميلٍ رأته عيناي في عالمٍ مظلِمٍ لم يكن عطوفًا معي.
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق