لو بقِيت الأبواب مغلقة للأبد، هل سيدخل بصيصٌ من نور شمسٍ دافئةٍ تحمل حبًّا دافئًا نقيًّا؟
ماذا لو كان نورًا وهميًّا؟
أو حقيقيًّا لكنه رقيقٌ يتلاشى مع أول هبَّةٍ لرياحِ شتاءٍ قادمة لا محالة؟
لا دنيا بلا شتاء، لا طعم للكونِ بلا شتاء، لا دورةَ للحياة بأكملِها بلا شتاء!
كذلك لا ربيع دائم، ولا دفء دائم، ولا ألوان مبهِجة دائمة!
مع أنني أحب الشتاء، وأرى بأنه أنا وأنا هو بطريقةٍ ما منطقيَّةً بعض الشيء، إلا أنَّ قساوته أحيانًا مؤلِمة وبشدة!
مع أنني أحب الربيع الدافئ أيضًا، لكن الخوف يتملكني:
ماذا لو اعتدتُ دفء الربيع وبهجة ألوانه وروائحه، ورحل عني بلا عودة؟
ماذا لو بقيتُ شتاءً يقضي طيلة حياته يبحث عن الدفء؟
ماذا لو كان الدفء وهمًا فتحت له أبواب قلبي؟
وماذا لو كان حقيقةً كائنةً بكل ما فيها فاتِحةً لي ذراعيها لاحتضانِ جسدي الصغير المليء بندوب الألم،
وقلبي الهشِّ المرتجف برودةً وجروحَ خيباتٍ كثيرة، وأغلقتُ أبواب قلبي جميعها أمامه؟
ماذا لو كنتُ قمرًا وسط سماء حالِكة الظلام شحيحة النجوم فأتعلم كيف أدير ظهري عن صوتٍ يهمس داخل قلبي
"أنا بجانبك"!
هذه الجملة كل ما أحتاجه حتى أكون أقوى
وهي كل ما يخيفُ روحي التي عانت من الأوهام التي تكشف أقنعتها يومًا بعد آخر!
"أنا بجانبك"!
هل أصدقها وأسقط في بحورها غارقة حدَّ السعادة المنتظرة، أم أقاوِم صوتها الرنان وأدفنني داخل وحدتي؟
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق