القائمة الرئيسية

الصفحات

 إنه الثالث من ديسمبر!

برغم حبي لهذا الشهر والشعور بالبهجة والدفء الذي يملأ به قلبي، والكثير من المشاعر اللطيفة تنتابني فيه

برغم شعوري بالفخر من نفسي لأنها وصلت حيث هي الآن "الثالث من ديسمبر من عام 2022"  وهي لا تزال صامدة قوية 

مليئة بالحياة.

إلا أنني أشعر بالخوف يتسلل عميقا داخل روحي، نحن في النهاية، واقتراب عام جديد يعني أننا نتقدَّم بالسنين

نحن نكبر!

نكبر فوق الأعمار القاسية التي كبرناها مُرغَمين في أيام الحرب والغربة عن الوطن، فوق الأعمار القاسية التي كبرناها مُرغَمين 

ونحن نحاول أن نبحث فقط عن الأمان والسلام!

نحن نكبر فوق الأعمار القاسية التي كبرناها رغمًا عنا ونحن نتعارك مع واقع لم ينفكَّ يرمي الكثير من الآلام والعقبات في طريقنا

ويُغلق آلاف الأبواب في وجوهنا!

نحن نكبر فوق الأعمار التي كبرناها في ظروف قاهرةٍ لن تناسب أحدًا مهما كانت قوته شديدة وقدرة تحمُّله كبيرة

نحن نكبر فوق أعمارٍ كبرناها سريعًا دون أن نشعر بها أو نستحقها ونرغب بها!

نحن نكبر فوق ما كبرناه رغمًا عنا، عامًا آخر!

ماذا لو هاجمنا الشيب سريعًا ونحن بلا وطن؟

ماذا لو مضت السنوات سريعًا ونحن في الأماكن نفسها ننتظر الشيء نفسه "أن تتحسن الظروف حتى نعيش"؟

ماذا لو لم نعِش شيئا من هذا العالم سوى ما عِشناه من قسوة الأيام بلا وطن!

من الصعب أن يكمل المرء حياته بلا وطنٍ ينتمي إليه، فيحتضنه الوطن بكلِّ حب ويمدَّ له يد العون كل حينٍ دون مللٍ أو كلل.

نحن نكبر ويكبر معنا الأمل والرجاء علَّ القادم من أيامنا أجمل، ألطف، أكثر دفئًا وبهجةً!

علَّ دعواتِنا المُرسلة بيقينٍ وحب كلَّ لحظةٍ لِربِّ السماء أن تتحقق، فتغير كل القسوة حولنا لدفٍ ولين

نحن نكبر ويكبر معنا اليقين بأن الله معنا فلا نجزع ويتخفف الخوف من قلوبنا فتطمئن.

اللهم نهاية سعيدة نختم فيها عامنا الحالي، وبداية مُشرقةً تشرق معها أرواحنا وأمانينا، وتُشرق بها سماء وطنٍ سالمٍ آمِنٍ مُحِبٍّ كريم.


#مياس_وليد_عرفه





تعليقات

التنقل السريع