القائمة الرئيسية

الصفحات

 

كِلانا كان يجلِس على شاطئ بحيرةٍ هادئة

أحدُنا في طرف، والآخر في الطرف المقابل البعيد،

كِلانا كان يجلِس ذات الجلسةِ مُتأمِّلًا غارِقًا في أفكاره، وكِلانا ينظر للاتجاه ذاته، 

"أمواج البحيرة!"

لم يعرف أحدنا بوجود الآخر في البداية، ولكنك بعد فترةٍ طويلةٍ من الجلوس عرفتني، ميَّزتني من بين الجميع، وصِرتَ تنظر لي وحدي!

وصار أحدنا ينظر للبحيرة وأحدنا ينظر للآخر!

لحظة واحدة ولا أعلم متى قررتُ أن أجول بنظري بين مَن كانوا على الشاطئ، ورأيتُك!

لم تُبعِد نظرك عني، بل أنَّ بشائر ابتسامةٍ لاحت على وجهك، في الحقيقة لم أعرفك في البداية وأعدتُ نظري صوب البحيرة!

شعرتُ بشيءٍ ما يوتِّر قلبي، صار خائفًا فجأة، صار يؤنبني وكأنني فعلتُ شيئا فظيعًا

لم أعرف السبب، وبدون أن أدرِك أعدتُ النظر صوبك وكان وجهكَ شاحِبًا هذه المرة. 

ينظر لي مُعاتِبًا حزينًا. 

حاولتُ أن أتفحَّص وجهك هذه المرة، أن أعرف صاحب الوجه الذي ترك جمال البحيرة وأخذ ينظر لي، أنا الكتلةُ اللا مرئية على سطح هذا الكوكب، كيف رآني؟

لمعت في بالي صورةٌ لعينين واسعتين لوزيتين بنيتَين كالقهوة، وعرفتك!

وعندما قررتُ أن آتي إليك، اختفت البحيرة والشاطئ والناس الموجودين جميعًا، اختفيتَ أنت وصار من الصعب عليَّ إيجادك!

اختفى كل شيءٍ وحاوطَتني الجدران من كل مكان، جدران بلا نوافذ، خانقة لضيقِها، صِرتُ وحدي!

خائفة ينتابني الشعور بالندم والذعر 

في اللحظةِ ما قبل الاختناق صحَوت، كنتُ أحلم! 

شرِبتُ كوب ماءٍ وبدأتُ أفكِّر عن المعنى بوجود أشخاصٍ معينين في أحلامنا دون أن نفكر بهم قبل أن ننام؟

عن المعنى لشعورنا بالحزن والندم أحيانًا لخسارتنا وجودهم في حياتنا حقيقة عندما كانوا موجودين، وفي الحلم؟

عن ما إذا كانت أحلامنا تقوم بإنذارنا وإعطائنا إشارةً لفعلِ شيءٍ ما قبل فواتِ الأوان؟

عن ماهِيَّة ما علينا فعله!

ويبقى سؤالي الدائم الحضور يطرق أبواب عقلي وأفكاري:

هل تكذب الأحلام؟

#مياس_وليد_عرفه





تعليقات

التنقل السريع