القائمة الرئيسية

الصفحات

 البرد شديد

يبعث على الانكِماش والهروب عميقًا بين الأغطية

لكنِّي وخلافًا لتلك الحقيقة لم أنكمِش!

لم أهرب!

بل واجهتُ البرد بجسدٍ هزيلٍ

تتساقط أجزاؤه قطعةً قطعه

كما تتساقط حباتُ المطر في الخارجِ

قطرةً قطره!

بروحٍ خاوية، تلعبُ فيها رياحُ الماضي

التي تحمل ذكرياتٍ كان يُسمع لها صوت ضحكاتٍ بريئة

ضحكاتٍ عفويةٍ تدعو السامع للابتسامِ رغمًا عنه.

ذكرياتٍ صارت تبعث على الألم، والندم

صارت تدعوني لِلنحيب!

أشهق باكيةً:

لستُ أنا تلك التي تضحك ببراءة طفولية!

من أنا؟

جسدٌ يتهاوى؟

أجزاءٌ مفقودة؟

قلبٌ تائه؟

روحٌ خاوية؟

أعود وأسأل بنبرةٍ حادة:

من أنا؟

لا رد...

لا جواب...

أنظر خلفي فأرى فتاةً كالقمرِ كانت تحلمُ بفرح

أنظر لنفسي الآن في الحاضر

أرى جسدًا مائلًا يكاد يقف بثبات، يحاول دومًا الثبات

ووجهًا لفتاةٍ لا زالت كالقمر، بيد أنه شاحِبٌ منطفئ

يبحثُ عن أمانٍ وسلام

يبحث عن وطن!

والوطن، أين الوطن؟

ضاع بين الحروب والنيران، بين القيل والقال، بين الفقر والجوع والهموم الثِّقال.

لا وطن في الأرجاء!

لا ثبات!

لا سلام لروحٍ تنطفئ باستسلام!

البرد شديد

لا وقت لي للاختباء بين الأغطية بحثًا عن الدفء

فكيف يصيرُ الشتاء دافئا؟

وكيف يصير قمرٌ شاحِبٌ مُنيرًا؟

عليَّ إيجاد مخرجٍ لي قبل أن أصير فُتاتًا

لا يصلُح للحياة!

عليَّ إنقاذ نفسي قبل أن يزورني الهلاك!

البرد شديد

بيد أن برودة الروح أشدُّ وطأةً، وأصعبُ تحمُّلًا

يلوحُ  بالأفق نجمٌ خافت، خيالٌ مبتسمٌ ضاحِك

صوتٌ مطمئن

لكنه محضُ خيال

لطالما عانقتني الخيالات، واستني وطمأنتني بأن كل شيءٍ سيكون لصالحي يومًا

هل للخيالات القدرة على التحول لحقائق واقعية؟

هل تشعر الخيالات حقًّا، أم أنها مجرد أوهام؟

تاهت بي الكلمات حدَّ أني لم أشعر بأصابعي الباردة، 

بل المتجمدة.

البرد شديد

وعليَّ البحث عن الدفء

علَّ الروح تهدأ 

فتسلِّمُ على شمسِ صبحٍ جديد

قد يحمل لها من الفرح الكثير

ويمحو بلطفه الخواء فتنعم بالسلام

وتطمئن. 


#مياس_وليد_عرفه




تعليقات

التنقل السريع