القائمة الرئيسية

الصفحات

 

الساعة الرابعة والنصف صباحًا، شعورٌ مُلحٌّ وكبيرٌ وبِذات الدرجة مؤلِم ومُحبِط،

أن تكون شخصًا منسِيًّا، هامِشًا لا أهمية له بحياةِ أحدٍ ولا يذكره أحد!

وحيدٌ تعيشُ على أن يذكركَ أحدهم، المشكلة أن الجميع يخبرونك بأنك شخصٌ لطيفٌ يستحق الحب، لكن لا أحد يحبك بالطريقة التي تريد، أو لأكون أكثر منطقية بالطريقة التي تحتاج إليها!

ولا أحد سيعرف عنها شيئا ما دمتَ عاجِزًا عن الإفصاح عنها، عاجزًا عن تعريةِ نفسِك بالتعريف عما تحتاج إليه، تشعر وكأنكَ معادلةٌ مستحيلة الحل، رغم أنَّ بكَ من البساطةِ ما يجعلُ روحك خاويةً مُحبَطة!

ألهذه الدرجة أنا مستحيلة الإرضاء؟ أم أني سهلةٌ ولا أستحق؟

تضعني أفكاري داخل دوامةٍ كبيرةٍ من الحيرة واليأس؟

أجاهِد لأجعل الجميع يعتقد بأني والوحدة لا علاقة لأحدنا بالأخرى، والحقيقة عكس ذلك،

وحيدةٌ جدًّا أنا بين الجميع، مع من أحب ومن يحبني سواء!

عاجزةٌ عن فهم ذاتي وإيصال بساطتها للآخرين 

كلمة واحدة قد تغير الكثير، كلمة واحدة قد تنتشلني من دوامتي لتضعني على اليابسة حيث أشعر بشيءٍ من الأمانِ والطمأنينة، شيءٍ من الأُلفة والاعتزاز بي، بنفسي التي عرفت أخيرًا كيف السبيل للخروج والتسلح بما لديها من ثقةٍ وأمل!

كلمة واحدة صادقة يعقُبُها فِعلٌ نابعٌ من أعماق القلب لا يوحي بأيِّ تكلُّفٍ أو انتظارِ مقابلٍ بعده!

فالأشياء التي تخرج من القلب لا تنتظر مقابِلًا، وإلَّا جاءت تصنُّعًا!

وأكثر ما يُرهِقني هو شعوري بأن من يُحسن معاملتي واهتمامه بي ينتظر مقابِلًا مني، وبدونه لا أستحق شيئًا من عطائه!

فيبدأ بحلقةِ الغياب التدريجي حتى يُصبح وكأنه لم يكن أصلًا!


الساعة الرابعة والنصف صباحًا وبينما كنتُ غارقة بالتفكير كم أنا وحيدة ومنسية، أعلن إشعارُ رسالةٍ زارت هاتفي بِلطفٍ من صديقةٍ ساقها القدر لتكون جبرًا من الله لقلبي، عكس ذلك.

"أنتِ قوية بنظري"

لن أكذب، انتابتني الرغبة بالبكاء ليس حزنًا وألمًا، وإنما امتِنانًا وشعورًا آخر يصعبُ عليَّ وصفه، لكنه دافئ جدًّا حدَّ رغبتي باحتضانه طويلًا!

من الجميل أن تكون بنظرِ شخصٍ واحدٍ على الأقل "قويًّا" في اللحظة التي تشعر فيها بأنكَ بدأتَ تسحبُ يديكَ من التشبُّثِ بحبل أملٍ طويلًا ولم تظهر النتائج لذلك، رغم أن قواك باتت تخورُ وتتلاشى.

والأجمل من ذلك عندما يخبرك بذلك دون أن يحتفظ به لنفسه، بمجرد أن قرأت الأعين ذلك الاعتراف الثمين، أو حتى التقطته الآذان يتحول تأثيره لِيُشابه البينزين الذي يمد السيارات بالطاقة حتى تُكمل المسير بقوةٍ وثبات.


#مياس_وليد_عرفه






تعليقات

التنقل السريع