القائمة الرئيسية

الصفحات

الحب لا يُقابَل إلا بالحب!


 تأخذنا الحياة نحو طرُقٍ كثيرة، بعضها مُتوقَّع، وبعضها ليس مُتوقَّعًا أبدًا.

بعضها يحمل في جعبته الكثير من الفرح، وبعضها عكس ذلك تمامًا!

بعضها يُشِعُّ نورًا وأملًا، وبعضها يعُجُّ بالظلام.

ترمينا أحيانًا بين صخور اليأس المترامية هنا وهناكَ غير سامِحةٍ لنا بالمرور عبرها نحو الوسعةِ والمساحة الآمنة، وبذات الوقت قد تُرسِل لنا من يمدُّ لنا يد العون دون أن نتخيل كيف حدث ذلك حقيقةً، الأمر حدث وانتهى وعلينا القبول!

متناقضة هي الحياة ومُتضادةٌ بما تخفيه عنا من مفاجآت، لكن الفارق الوحيد الذي بإمكانه جعلنا نتعامل مع الأمور بشكلٍ سلسٍ مهما كانت حِدَّتها هو "القبول والتسليم"

وهذا ما جربته خلال الفترة الماضية إذ أنني كنتُ مستسلِمة لِدرجة لا تُطاق لشعوري بالعجز التام عن الخلاص من ألمٍ ألمَّ بي فتسبَّبَ بخسارتي الكثير مما لا يُقدَّرُ بثمن ومنها ثقتي بذاتي أمام الآخرين، وأرَّقني وأودا بي في غياهب الاكتئاب المُفرِط، إلى أن جاءت لحظة لا أذكر كيف بالتحديد، قررت فيها أنني سأقاوم وأتجاهل عجزي وبؤسي!

سأتجاهل الوضع المُزري الذي وصلتُ إليه لأنني إن لم أفعل سأبقى عالقةً وسط كآبتي إلى الأبد.

تقبَّلتُ الوضع لأنني قررت ذلك، فقد أشفقتُ على حالي من جهة، وتذكرتُ أنني خُلِقتُ مُحاربةً من جهةٍ أخرى، فكل ما عِشته من صعوباتٍ وكانت أكبر من هذه تجاوزتها بنجاحٍ نسبيّ، فكيف لا أستطيع التجاوز هذه المرة؟

قبلتُ الوضع، سلَّمتُ ما لا أستطيع تغييره إلى الله مع الكثير من الدعاء، وبدأتُ أكملُ المسير في طريق حلمي الذي اخترته منذ زمنٍ بعيد.

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى امتدت نحوي يدٌ من حيث لا أعلم وتتابعت بعدها الأيادي الممدودة!

هنا أيقنتُ أن تسليم الأمر كله لله مع اليقين والظن الحسن بقدرته، هو ما سيحقق لي ما أريد وينشر النور وسط ظلامي، ظلامي الذي كنت لا أنفكُّ أتحدث عنه بِحزنٍ مفرِط، حان وقت نسيانه والحديث عن النور والسلام بأملٍ مُفرِح.

وبالتأكيد،

شكرًا لكل يدٍ امتدَّت لانتشالي من حزني وألمي دون أن تعرفني أو تفكر بمقابل.

وجودها علمني أنَ الحب لا يُقابَل إلا بالحب، وأصحاب القلوب المُحِبَّة كثيرون.


#مياس_وليد_عرفه




تعليقات

التنقل السريع