القائمة الرئيسية

الصفحات

 مضى وقتٌ طويل..

وسط ضياعي كان كل شيٍ مظلمًا، ولا زال!

كان كل شيءٍ مبعثرًا، ولا زال!

كان قلبي مليئًا بكل ما يُحزِنه، ولا زال!

وسط ضياعي كنتُ أدور وأدور باحثةً عن كفٍّ تحتضن قلبي بدفءٍ وتهمس له بأن "كل شيءٍ سيكون بخير"

ولكن، لم يحدث شيءٌ من هذا القبيل، فعندما وجدتُ تلك الكف كانت متعبة ومرهقة تكاد لا تقوى على نطقِ حرفٍ من تلك الجملة!

كانت باردة جدًّا كجليد، لكنها ورغم ذلك، حاولت!

تلك المحاولة جعلتني أطير فرحًا، سعادةً وأملًا، ثمة من شعر بي ولبى قلبي الذي عاش شتاءً طويلًا وحيدًا..

جليدٌ لبَّى شتائي رغم أنه على علمٍ مُسبق بأنه يفتقد للدفء الذي أحتاجه، إلا أنه لم يتركني وبقي بجانبي..

جعلني أشعر بأن للوحدة نهاية أكيدة لا نعرف توقيتها..

مضى وقتٌ طويل وأنا أختبئ هاربة من الكلمات وأنا التي لا تعرف للحياة معنى دونها، لكني تعبتُ!

حقًّا تعبتُ من كل شيءٍ حولي، تعبتُ من نفسي، جسدي، قلبي، محاولاتي الكثيرة لأكون بخيرٍ دون نتائج..

تعبتُ من خداعِ نفسي بأني أخيرًا وصلتُ للعلاج الذي سيًُشفيها، لأكتشف بعد حينٍ بأني لم أصل لشيءٍ بعد!

تعبتُ من المحاربة لوحدي لأجل نفسي وفي النهاية أكتشف كل مرةٍ بأني كائن لا يُرى!

يمُرُّ هكذا بين كل جمعٍ دون أن يُرى، وبتفصيلٍ أكثر دون أن تُرى روحه، قلبه وطموحاته وتطلعاته!

فجسدٌ كجسدي يُرى بوضوحٍ تام دون حتى المحاولة لرؤيته، لكن نظرة شفقةٍ تُرمى عليه تجعل الروح داخله لا مرئية أبدًا..

تعبتُ من محاولاتي الكثيرة لإثباتِ فكرة واحدة:

هي أنني كالجميع، وإن وقعت مرَّةً فالأمرُ عاديٌّ جدًّا، لأن الجميع قد يقعون لأي سببٍ كان..

تعبتُ من جرحٍ أداريه بداخلي وكل مرةٍ يكبر أكثر، ويكسرني أكثر، ويهدم كل ما بنيته من ثقةٍ وآمالٍ وأحلامٍ بثانية واحدة!

بكلمة واحدة! 

وربما نظرة واحدة!

أشعر كما لو أن روحي تُحلِّق فوق حياتي مُتحسِّرةً: لم تتمكني من فعل شيءٍ لها!

أشعر بأني خذلتُ نفسي التي وعدتها مِرارًا بعدم السماح لشيءٍ أو لأحدٍ أن يكسرها أو يجرحها، ولكنها كُسِرت وجُرِحت دون أن أُحرِّك ساكنًا، دون أن أفعل شيئًا!

مضى وقتٌ طويل وأنا عالقة وسط هذه الدوامة، وهذه المشاعر..

ولأن الكتابة وحدها تنقذني قررت أن أكتب ما تُمليه عليَّ روحي التي تسبَّبتُ بجرحِها وألمها، علَّها تسامحني وتساعدني حتى نقلب صفحة الماضي ونبدأ معًا حكاية جديدة "لوحدنا"!


#مياس_وليد_عرفه 





تعليقات

التنقل السريع