القائمة الرئيسية

الصفحات

 أحيانا، أشعر وكأن لا شيء يعنيني 

لا الحياة بمُجملِها، ولا حياتي بخاصَّتها، ولا حتى أنا!

أنظرُ لي من البعيدِ "وأنا الخيال اللامرئي" كيف أدمِّر ذاتي بأفعالٍ لا تُمثلُني!

كيف أعاقبني وأتسلل هاربةً مني نحو حكاياتٍ كاذبةٍ لأعلِّم نفسي كل مرةٍ بأنها لا تستحقُّ الحياة، بأن الحياة لا تعنيها!

أعود إليها لأثبِت لها أني الوحيدة التي معها.

أراقبُ كيف تُفلِتُ الأشياء الثمينة منها واحدةً تلو الأخرى، فتلحقها الدموع الغزيرة واحدة تلو الأخرى

أراقب المرات الكثيرة التي قالت فيها وبكل فخرٍ: "سأنجح هذه المرة ولن يهزمني شيء!"

لتقف وكأنها شخص ثالثٌ غيرنا لم يعرف يومًا أيَّ معنى للهزيمة، لكن الدروب وبطريقة ما تجعلها في مواجهة الهزيمة، 

وربما بأعمق نقطةٍ منها!

تعود مكسورة أكثر مما كانت قبلًا، وكأنَّ قهر العالم كله داخلها، تعاقب نفسها وتلومها مِرارًا وتِكرارًا 

أعود إليها فترفضني!

أشعر أحيانًا بأني أودُّ التملُّص منها وكأنها الشيء الأسوأ على الإطلاق، وأحيانًا أخرى أود لو ألتصقُ بها حدَّ التوحُّد 

وكأنها القشَّة الوحيدة لإنقاذنا من الغرق!

"لا شيء يعنيها وكل ما في الكون يعنيها"

ليس باستطاعة أحدٍ فكُّ تلك الشيفرة ولا حتى باستطاعتها، أراها دومًا تغرق أكثر وأكثر بين أنها قوية وضعيفة، تستحق ولا تستحق 

الحياة، تحبني ولا تحبني، تعاقبني وترأف بي..

غارقة بين كل شيءٍ لا برَّ ترسو عليه..

تعُدُّ الخيبات كلِّها وتقرر: لن أتأثر!

تصل عند خيبتها الأكبر، تقع أرضا وتبكي كل بكاءِ حياتها وتقول بخوف: لا أعلم!

أراها من البعيد تتهاوى، وتلتحف الصمت بخنقة ورعشة..

لا تريدني، لا تريد من الحياة شيئًا، لا تريد من خيبتِها شيئًا وتعود لفصلٍ عميقٍ جدا من حياتها 

"لا شيء يعنيني، لا الحياة، لا الحب، ولا حتى أنا"!  


#مياس_وليد_عرفه




تعليقات

التنقل السريع