قد تنتهي الحكاية في أيَّ موضوعٍ لها بنهاية سعيدة أو حزينة ربما..
لكنها فيما يخص الحرب لا تنتهي أبدًا!
في اللحظة التي قد يموتُ بطلٌ ما _أيًّا كانت طريقته فللحرب أساليبها اللامتناهية في اختراع طرقٍ له! _ يولدُ بطلٌ آخر ليعيش مصيرًا لم يسبق لأحدٍ أن عاشه قبلًا!
في اللحظةِ التي يُفكُّ فيها قيدُ أسير، يؤسَر آخرين غيره جسديًّا ومعنويًّا وروحيًّا..
في اللحظة التي يعود فيها بطلٌ لأحضان وطنه، يلعن آخرون كُثُرٌ البقاء في أحضانٍ لا تجلِب سوى الألم والقهر والحسرة!
غُصَّةٌ تفتِكُ بِحلوقِ الأبرياء جميعًا لتأخذهم نحو الهلاك المحتوم بلا ذنبٍ سوى أنهم أبناءُ وطنٍ حطَّت الحرب رحالها فيه، فأعجبها وخلَّفت فيه وحوشًا طاغية تستغل البشر والحجر والهواء إن أمكن، لتحقيق مطامعها!
وحوشًا لا تشتهي سوى لحم البريءِ المكلوم لتنهشه وتصنع سلسلة متواصلةً من أحداث الموت في حياته ليصبح رقمًا على شاشاتِ الإعلام وحكاية تتكلم عنها القنوات جميعًا بهدف نشر الحقائق أو الانتفاعِ منها بأي شكلٍ كان!
في الحرب لكل شيءٍ ثمن، حتى لبثِّ آلام المظلومين والضعفاء!
في حكايات الحرب لا صوت أعلى من صوت الموت والصراخ، وضحكاتِ المُتاجرين الخبيثة!
لا أعلم لِم أكتب اليوم عن الحرب، ربما شوقًا لوطنٍ ما عاد لي فيه أملٌ إلا الذكريات، أم لأني شعرتُ بأني ضحيةٌ أيضًا كآلاف الضحايا الآخرين؟
أم لأن حكاية الحرب لم تنتهِ بعد، بل تغافلتُ عن أحداثها يأسًا وتعبًا وغصةً في القلب لم تلتئم..
#مياس_وليد_عرفه
تعليقات
إرسال تعليق