القائمة الرئيسية

الصفحات


الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل، مشروبي الساخن والمفضل أمامي "المتة"

وأنا في مواجهة مباشرة مع صفحة بيضاء، ولا شيء أكثر إغراءً للكاتب من صفحةٍ بيضاء!

تأملتها كثيرًا، ونسج عقلي الكثير من السيناريوهات لقصصٍ وشخصيات بدأت تُظهِر نفسها بعد اختباءٍ وخجلٍ طويل.

ربما لأني بدأت أتجول في الأرجاء وأتعرف على أشخاصٍ وحكاياتٍ جديدة، ربما لأني بدأت أرى الحياة بمنظورٍ جديد، وربما لأنني

قررتُ هجر قوقعتي وخوض مغامرة اكتشاف العالم الخارجي واكتشافي شخصيًّا.

ربما كنتُ أنا الحكاية الرئيسية في مخيلتي وما أتعرَّف عليه كل يومٍ فروعٌ لها.

ثمة غيمة حكت لي أن الحياة تلمع من عينَيّ، وثمة من أخبرني أن خطواتي تترك أثرًا جميلا من الأمل للمارين بجانبي، وثمة من قال بأني جميلةٌ لا أستحق ما حلَّ بي!

هل ما حلَ بي نقمة؟ 

فكرت بهذه الكلمة طويلا ذاك المساء وخطر ببالي سؤال: ما هي النقمة في جوهرها، ما هو العمق السحيق لمعناها؟

قررتُ بعد تفكيرٍ وضياعٍ بالبحث عن المعنى الحقيقي للنقمة أنَّ ما حلَّ بي هو النعمة الأكبر والحكمة الإلهية التي حمتني من سيناريوهاتٍ قد لا أحتملها لو أنها حدثت في حياةٍ قد لا تشبهني.

لماذا ينظر البعض لِاختلافات الآخرين والتحدِّيات المُترتِّبة عليهم على أنها نقمة؟

هل هي نظرتهم الخاصة لهذا الشأن، أم أنَّ الأفكار الجمعية التي تبناها أجدادنا لا زالت هي الحقيقة الوحيدة بنظرهم؟

لكلٍّ مِنَّا في حياته نقمة لا أحد يعرفها إلاه، ونقمتي الحقيقية ليست ما أنا عليه ظاهِرًا فتلك حكاية أخرى، نقمتي هي حين صدقت أن اختلافي يعني أنني شخص لا مرئي فاختبأتُ عن الأنظار وانزويتُ حتى صار تكوين علاقاتٍ وصداقاتٍ جديدة أصعب عندي من كتابة قصة معقدة!

-مياس وليد




أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع