القائمة الرئيسية

الصفحات



تخذِلُنا ثِقَتنا المُهتَزَّة بذاتِنا أحياناً كثيرة ، فتَدفعُنا لِلقِيامِ بِفعلِ أشياءٍ نجهَلُ تَبِعاتها مُستقبلاً ...
بهدفِ أن نتغيَّر نُقرِّر بفعلِ أشياء لاتُشبِهُنا ولم تكُن لِتَقتنِع بها ذواتُنا ، دون وعيٍ مِنَّا نصدِّقُ كلَّ من نتوَهَّمُ بأنَّه يملِكُ مِفتاح البابِ السحريِّ للخروج من دوامةِ الفراغِ الذي اعتقدنا بأنهُ يحيط بنا ويثَبِّط عزيمتنا عن بناءِ أحلامِنا ...
نضرِبُ بأمنِياتنا عرضَ الحائط ونبدأُ باتِّباعِ تعليماتٍ والقيام بأمورٍ مُعقَّدةٍ بالنسبة لِقُدُراتِنا وطاقتنا ...
رُغم أنَّنا نُحاوِل ونبدأ بالعملِ الجاد ، إلاَّ أن كلَّ ما فعلناهُ لفترة من الزمن لا يظهرُ له أثر !...
نُعاوِد الكرَّة من جديد ونُقنِع أنفسَنا المُتعبة بأن بداية كل طريق صعبة ، وأيضاً لا جديد ...
يضيعُ الوقتُ ونحنُ نحاول ، يدخلُ الملَلُ اللعين لِيهدِم القوة الباقية داخِلنا ...
نُحاوِلُ طردهُ بِفعلِ أشياء نُحِبُّها ويعتبرها غيرُنا سخافةً ومضيعة لِلوقت ، ننجح في إبعاد الملل .. أوه ياللراحة !!...
نعود لِنُكمل العمل لِنتفاجأ بأن عقولنا نسِيَت ما قامَت بترتيبه !!...
ما ذا يحدث ؟؟...
نُحبَط ونُحاول من جديد لعلَّ هذه المرة سننجح ...
نبقى عالقين بين حُروف " لعلَّ " نُصارع ذاتنا التي أجبرناها على القيام بأمورٍ تستصعِبُها عُنوةً ...
نلومُها إن فكَّرت بشيءٍ تُحبُّه .. نُبعِدُها عمَّا تُحب .. ونبتعِد عنها بِدورِنا لنصطنِع شخصاً غيرَنا ...
قبل أن نصلَ إلى مُنتصفِ الطريقِ الجديد الذي نسيرُه وِفق تعليماتٍ لم تتقبَّلها ذواتنا نُصابُ بِوعكةِ يأسٍ حادةٍ ...
ونسقُط أرضاً !...
تبدأ المناقشاتُ الساذجة  تُقامُ داخلَ رؤوسِنا وصوتُ قلبِنا يصرُخ مُنهكاً :
" لم يكُن ذاك الطريق صحيحاً ، فالطريقُ الوعِرة لن تُوصلك بأمانٍ إن لم تكُن تمتلِكُ مناعةً كافيةً وقوةً لِمُقامتِها "
إذاً خسِرنا بذلك قوتنا وطاقتنا ووقتنا ، وربَّما أنفُسنا التي لم نثق بها ...
يكادُ النَّدم يأكُل ضعفنا الهش ، وأجسادنا المُتهاوية ألماً ...
نكادُ نقتَنعُ بأنها النهاية ...
لم يكن ذنبنا إذ كنا بحاجة لِمن يأخذ بيدِنا نحو الحلم ، ولا ذنب مَن ساعدونا وفشِلنا ...
ولكِنَّها الرغبةُ المُلِحة للتغيُّر واكتِسات القوة ، ما إن تَشعُر بأنَّ أحدهم يُلمِّح بِ " مساعدة " حتى تدوس على طاقاتنا وتُبعثِر
أفكارنا وقناعاتِنا وتنظرُ إليه وكأنه هديَّة من السماء نادرة ...
بِدون تفكير بالأمر نقبلُ بجميع الشروط ونجعلُ أنفُسنا أجساداً آليةً تتحركُ كما يقولون ...
وبعد مُضي الوقت نقِفُ عاجزين .. نبكي بِصمت .. ونلومُ أنفُسنا التي باعتِقادنا لم تفعل اللازِم ..ولم تبذُل جهدها ...
نسقُط ونصرُخ عالياً " فشلت !!!... "
نشكُر ذلك الشخص الكريم ونعتذر له عن وقته الضائع مع فشلنا ونرحل مُحمَّلين بالخيبة ...
أجنحتنا التي كُنا نُدرِّبها للتحليق نحو أحلامِنا أصابها الشلل ...
وأمنياتنا التي ضربناها بعرضِ الحائط سابقا مازالت هُناك مُحطَّمة تنظُر إلينا بعينٍ مُشفِقة ...
ماذا سيحدث الآن ؟...
لا شيء ...
سنتصارحُ مع ذواتِنا ونطلبُ منها السماح ، سنُحاوِل إعادة الحياة لِأجنِحتنا المشلولة ، ونملأ قلوبنا المُتعبة أملاً ...
سنبدأُ من جديد متابعة طريقنا السابق ، بِكلِّ مافيه من صِعابٍ ومشاق وتجارب ، سنُكمِله ...
سنضعُ قوانين جديدة تُناسب قدراتِنا وسنكملُ أحلاماً بدأنا بتحقيقها وتوقَّفنا بعدها ...
سنعتبرُ تلكَ التجربة محطَّة لِتعبئةِ وقودٍ من المعرفة ومن ثمَّ سنُكمِلُ الطريق بحماسٍ وهدوء أكبر ...
سنؤمِن بأننا نستطيع فعل ما نريد بِذاتِ الشغف القديم وذاتِ القلبِ النابض بالأمل ...



#مياس_وليد_عرفه


تعليقات

التنقل السريع