بين ضلوعي أمتلِكُ قلباً يحتضِنُ وطناً بعيداً...
فيه من الألم والجروحِ ما يُساوي العالم أجمع ...
فيه من الدموعِ ما يُغرِق قارةً بحالِها ...
وطنٌ يسكن حنايايَ ولا أستطيع الوصول إليه ...
ظلامٌ دامِسٌ يحتلُّ ربوعه وثراه ...
أصواتُ عويلٍ وصراخٍ تضجُّ به في كلِّ مكان ...
ثمة طفلٌ في وطني يحتضِنُ لِعبةً من قُماش ...
ويقول في صمتٍ قاتلٍ مخنوق :
ليتَ اليدَين التي صنعتكِ تعود من جديد ...
منذُ شهورٍ وأنا أتلمَّسُ بقايا بصماتٍ دُفنَت ذات أمسٍ قريب ...
ليتَ لي عقلَ رجلٍ يستوعِبُ بأنَّ من دُفن لا يعود ...
ولكني بتُّ أرى الرجال على هذي الأرض يبكون موتاهم بلا وعيٍ ولا تفكير ...
بِتُّ أرى الرجال يصرخون من هولِ نارٍ ابتلعت الكثير ...
آهٍ عليكَ يا طفلي ابكِ ما شئتَ من الدموع ، واصرخ ما شئت ...
فنحنُ في زمن العويل ...
نفتحُ شاشاتٍ اختُرِعَت للترفيه فلا نرى خلالها سوى موتاً أحمر وأقاويل ...
أقاويل !!...
هه يا لهذه الكلمة المُضحكةِ في غيرِ أوانِها ...
جميعهم يقولون ويتحدَّثون ...
ولكن هل من أحدٍ وقف بوجه الموت والظلمِ صارخاً بصوتٍ من حديد ...
كفانا حروباً ودعونا نستريح ...
داخل قلبي وطنٌ لو بحثتُ عن مثلِه في الدنيا وما فيها ...
ما وجدتُ أطهر من وطنِ الياسمين ...
دمشقَ .. لي بين حاراتكِ وشوارِعِكِ ونسماتِك روحاً أبَت أن تستقِلَّ معي طائرة الرحيل ...
أبت إلا وطناً ينبِضُ بشجرةِ زيتونٍ وشُرفةٍ تُطلُّ عليها فهل من سبيلٍ لِذاكَ الحنين ؟...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق