القائمة الرئيسية

الصفحات

لو أنَّ نجوم السماء تنطق!


أذكُر جارنا العجوز الذي كان يجلس في دكانه كلَّ النهار يقرأ في قرآنه.
كم كنتُ أشعُر بالطمأنينة لِرؤيتِه في كلِّ يوم على نفس جلسَته والقرآن أمامه ..
كنتُ أشعر بالسعادة كلما بدأتُ صباحاتي بصوته المُنبَعث من شرفته يرتلُ قرآنه بصوتٍ عذبٍ يبعثُ في القلب أملاً جديداً ..
كم كانت دهشتي لذيذة حينما علِمتُ بأنه هو نفسُه من يؤَذِّن لِلصلاة في كل يومٍ خمسَ مرَّات ، اعتدتُ صوتَه ، اعتَدتُ أن أُقيم صلاتي بعد سماعِ صوته ..
أفتَقِده كثيراً في غُربتي !
مرَّةً سمِعتُ صوتَ المؤذِّن وقد اختلف ، لم يكن صوت جارنا الطيب!
شعرتُ بالخوف ، كم تمنَّيتُ لو أني استطعتُ أن أدُقَّ بابه لِأطمئنَّ ما إذا كان ذاكَ الرجلُ الطيِّبُ بخير ..
وكأنَّ الله استجاب لأُمنيَتي السِّرية ، ففي إحدى زياراتي لِلطبيب لمُتابعة حالتي الصحيَّة...
تصادَفتُ به هناك في غرفة الانتظار ، كان ابنُه يُحرِّك له قدَمَه وكأنَّها شُلَّت !!
أو ربما كان تعباً مفاجئاً لم يستطِع إثرَهُ تحريكَ قدمه أو المشيَ عليها حتى ..
حزِنتُ كثيراً لِحاله ودعوتُ الله كثيراً بأن يشفيَه ..
بعدَ فترةٍ من ذاكَ اللِقاء عدتُ وسمعتُ صوته يؤذِّن كالسابق ، كم كنتُ سعيدة في تلكَ  اللحظة ، لقد شُفيَ من آلامه وأخيراً الحمد لله ..
كنتُ أجدُ في رؤيتِه أملاً يمدُّني بالقوَّةِ أحياناً ، وبالفرحِ في أحيانٍ أخرى.
وبِصوتِه وهو يؤذِّن وقاراً وهيبةً تأخذاني لِبعيدٍ حيثُ الخُشوع والطمأنينة ..
أشعر بأني أحتاجُ لِصوته قليلاً حتى أشعرَ بِذاكَ الإحساس القديم ..
مازال صوتُ آذانِه يرِنُّ في أذني ولكني أفتقِدُ لِشعوري بالطَّمأنينةِ ذاتها ..
لا أعلَمُ ما الذي حلَّ به بعدَ رحيلي ولكني أتمنى أن يكون بخيرٍ هو وعائلته ...

#مياس_وليد_عرفه

لِلتحميل المباشر اضغط هنا

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. جميل كل ما تكتبيه .. دافئ جدا .. صراحة كلماتك تعشق عشقا حيث لا يصبح هناك شكا بمصداقية المشاعر المحمولة لنا .. مشاعر تمزج بين الانسانية والايمان وحب الوطن

    ردحذف
  2. شكرا كتيييير إلك ويارب ضل عند حسن ظنك .. سعيدة كتير بوجودك بالمدونة ....

    ردحذف

إرسال تعليق


التنقل السريع