من هُنا ...
من هذه الغرفة الصغيرة التي أسمِّيها قوقَعَتي ...
أرى العالمَ لا يتغيَّر .. حتى أنه يأبى السلام !...
يُغلِقُ ستائرَهُ عند كلِّ إشراقٍ وينزَوي في الظَّلام ...
يُتَمتِم بغيظٍ كلماتٍ كلَّما حاولتُ فهمها تعقَّدَت الحروف بازدِياد ...
ويُبرِّرُ دوماً أفعالَهُ القاسِية بأسبابٍ واهِية ...
سادَهُ الفقرُ منذ أمَدٍ بعيد ولبِست الأجسادُ النحيلة التي تكادُ تكون هياكِلَ عظميةٍ تتحرَّكُ لولا طبقةُ الجلدِ عليها أجزاءَ شاسِعة منهُ !...
تمادى فيه أصحاب الكروشِ المُمتدةُ أمامهم في طمعِهم والرَّكضِ خلف مصالِحهم وصمِّ إدراكِهم وحواسِّهم عن أولئك الجائعين ...
تغاضى عن سماعِ أصوات المنكوبين والحائرين الذين يحملون على ظهورِهم ما يكادُ يهدُّهم من همومٍ وأكاذيب وقسوة ...
تجاهلَ كلَّ شيء عَمَاً مقصوداً ، وتظاهر بالقلق !...
من هُنا ومن غرفتي الصغيرة أتساءل :
وماذا يُفيدُ القلق ؟...
كيفَ سيُطعِمُ تلكَ البطونِ الخاوِية وبأيِّ ماءٍ سيسقيها ؟...
بماءِ التُّراب الممزوجِ بالكثيرِ من الأوساخ والذي تحوَّل لِلونٍ تشمئِزُّ نواظِرنا حين نراه ، فكيف من تقفِز لخياله فكرة شُربه !!...
لا تتعجَّبوا فالبارحة رأيتُ ذلك حقيقة على ذات الشاشةِ اللعينة التي لا تنفَكُّ تعرِضُ مآسي هؤلاء دونما رحمة ...
مسكينةٌ تلك الشاشةُ في الواقع !...
هي تظنُّ بأنَّ أحداً سيشعُر بالغضبِ ويحاول جاهداً تقديم مايستطيع لمحو تلك الصُّورة عن الوجود ...
ومسكينةٌ أنا حين أُحوِّلها نصّاً من كلِمات ، أظنُّ أيضاً بأنَّ أحداً سيمنعُ تلك القذارةُ عن أفواه العِطاش ...
ومسكينٌ ذاكَ الذي يقرأ وليس باستِطاعتِه شيءٌ سوى قول " لا حولَ ولا قوة إلا بالله " بكثيرٍ من القهرِ والدموع ...
ومسكينٌ هذا العالم الذي يمشي بأقدامهِ في الظُّلماتِ إلى الهاوية ...
من هنا ومن غرفتي الصَّغيرة أقِرُّ بأن العطش سفَّاحٌ ماكِر ...
يجبِر العِطاش بتهديدٍ مُعلَن إما ذاك الماء المقزِّز وإما موتٌ مُبرِح ...
وما على أولئك المساكين سِوى التَّمسُّك بأذيال هذه الحياة التَّعيسةِ بانكِسارٍ وهوان ...
#مياس_وليد_عرفه
من هذه الغرفة الصغيرة التي أسمِّيها قوقَعَتي ...
أرى العالمَ لا يتغيَّر .. حتى أنه يأبى السلام !...
يُغلِقُ ستائرَهُ عند كلِّ إشراقٍ وينزَوي في الظَّلام ...
يُتَمتِم بغيظٍ كلماتٍ كلَّما حاولتُ فهمها تعقَّدَت الحروف بازدِياد ...
ويُبرِّرُ دوماً أفعالَهُ القاسِية بأسبابٍ واهِية ...
سادَهُ الفقرُ منذ أمَدٍ بعيد ولبِست الأجسادُ النحيلة التي تكادُ تكون هياكِلَ عظميةٍ تتحرَّكُ لولا طبقةُ الجلدِ عليها أجزاءَ شاسِعة منهُ !...
تمادى فيه أصحاب الكروشِ المُمتدةُ أمامهم في طمعِهم والرَّكضِ خلف مصالِحهم وصمِّ إدراكِهم وحواسِّهم عن أولئك الجائعين ...
تغاضى عن سماعِ أصوات المنكوبين والحائرين الذين يحملون على ظهورِهم ما يكادُ يهدُّهم من همومٍ وأكاذيب وقسوة ...
تجاهلَ كلَّ شيء عَمَاً مقصوداً ، وتظاهر بالقلق !...
من هُنا ومن غرفتي الصغيرة أتساءل :
وماذا يُفيدُ القلق ؟...
كيفَ سيُطعِمُ تلكَ البطونِ الخاوِية وبأيِّ ماءٍ سيسقيها ؟...
بماءِ التُّراب الممزوجِ بالكثيرِ من الأوساخ والذي تحوَّل لِلونٍ تشمئِزُّ نواظِرنا حين نراه ، فكيف من تقفِز لخياله فكرة شُربه !!...
لا تتعجَّبوا فالبارحة رأيتُ ذلك حقيقة على ذات الشاشةِ اللعينة التي لا تنفَكُّ تعرِضُ مآسي هؤلاء دونما رحمة ...
مسكينةٌ تلك الشاشةُ في الواقع !...
هي تظنُّ بأنَّ أحداً سيشعُر بالغضبِ ويحاول جاهداً تقديم مايستطيع لمحو تلك الصُّورة عن الوجود ...
ومسكينةٌ أنا حين أُحوِّلها نصّاً من كلِمات ، أظنُّ أيضاً بأنَّ أحداً سيمنعُ تلك القذارةُ عن أفواه العِطاش ...
ومسكينٌ ذاكَ الذي يقرأ وليس باستِطاعتِه شيءٌ سوى قول " لا حولَ ولا قوة إلا بالله " بكثيرٍ من القهرِ والدموع ...
ومسكينٌ هذا العالم الذي يمشي بأقدامهِ في الظُّلماتِ إلى الهاوية ...
من هنا ومن غرفتي الصَّغيرة أقِرُّ بأن العطش سفَّاحٌ ماكِر ...
يجبِر العِطاش بتهديدٍ مُعلَن إما ذاك الماء المقزِّز وإما موتٌ مُبرِح ...
وما على أولئك المساكين سِوى التَّمسُّك بأذيال هذه الحياة التَّعيسةِ بانكِسارٍ وهوان ...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق