القائمة الرئيسية

الصفحات

تعتليني الأعيُن بِنظراتِ استِفزازٍ هامِسةً :
" مُختلِفة " !...
فأرمقُهُم بِنظرَةٍ جانِبيَّةٍ توحي بأنَّ كلامَهُم لا يعني لي شيئاً ...
ما الضَّررُ في أن أكونَ مختلِفة ؟...
هل على جميعِنا أن يمتلِكَ لونَ البشرةِ ذاتها حتى ينالَ استِحسان البقيَّة ؟...
وعلى جميعنا امتلاك شكل الجسدِ ذاتِه والتفكير عينَه ومشاعِرَ القلوبِ ذاتِها حتى نكون بشراً مقبولينَ من الجميع ؟...
ماذا لو كنتُ ضعيفَة البنيةِ أو مُشوَّهةَ الجسد أو سوداء البشرة أو حتى أؤمنُ بأفكارٍ لم يحاوِلوا فهمها قط ؟...
ماذا لو كانت موسيقاي التي أحبُّها لا تروقُهم وكتُبي التي أقتنيها لا تُعجِبُهم ورسوماتي البسيطةُ المُعقَّدة في تفاصيلِها ،
ذات المعاني التي أُخبؤها بقلبي لا يهتمون لِأمرِها ؟...
هل سيُغيِّرون من الأمرِ شيئاً ؟...
طبعاً لا ...
هم لا يعلمونَ بأنَّ الاختِلاف ثقافةٌ ، يتَّبِعونَ مبدأ القوالِب المُتساوِية ، والنماذِج المُستَنسَخة ،والأفكار التي يجب أن تُقَلَّدَ دوماً ...
حتى أنَّهُم يرفُضون في بعضِ الأحيان فِكرة التَّقبُّل ...
ماذا لو تقَبَّلنا الشخصَ المُختلِف ؟...
ربما تعلمنا من سواد بشَرتِه كيفَ نُنظِّف قلوبنا لِتكون بيضاء كقلبِه ...
ربَّما أدرَكنا من تشوُّهِه الخلُقي صبراً ومعجِزةً تفوقُ تصوُّرنا ...
ربما تعلَّمنا أن نحيا الحياة بِحق ...
تعلمنا أنَّ جميعنا ننتمي لِنهايةٍ واحدة ومكانٍ واحد ...
الموت والتُّراب ...
هناكَ لا يوجد فضيلٌ ولا ناقِص !...
لا يوجد قويٌّ ولا عاجز !...
لا ألوان ، لا أفكار ، لا شيء سوى أنت وأفعالك !...


#مياس_وليد_عرفه
                                                                                                                                                                                 

تعليقات

التنقل السريع