يجتاحني مزيج مُختلَطٌ من المشاعر هذا المساء ...
مٌتناقِضٌ ومُتضاد ، كسعادة يختبئ خلفها ربما حزن أو خوف ...
أمل كبير داخلي لكن ثمة ما يتسلل لِقلبي ناثراً فيه شيء من الرهبة ...
أفكارٌ كثيرة تتزاحمُ داخل عقلي وضجيجٌ صاخِبٌ يحدثُ داخلي ...
وأنا بكلِّ هدوءٍ أُبعدُني عن كلِّ ذلك وأستمتعُ بصوت حبَّات قطراتِ المطر على زجاجِ شرفتي ...
والتي هطلت بغيرِ وقتِها المُعتاد في هذه البلاد الصحراوِية الجافة ...
لِلحظةٍ شعرتُ بأنها تشعرُ بكمِّ اللاَّهدوء الذي أعيشُه .. ربما !...
خفتَ صوتُ قطرات المطر وبدأت الذكريات تنهال عليَّ بكلِّ ما أوتِيَت من سكاكين لتُوخِز بها قلبي المُتعب ...
تهتِفُ بي بِصرامةٍ كلَّ لحظةٍ بأني بلا وطن !...
وآهٍ ياوطني كم أوجعني أنينُك ، وكم أبكاني دمارُك وجرحُك ...
لكم تمنَّيتُ لو أنني لم أغادرك ، لو أنني مِتُّ فيكَ شهيدةً أسقي ثراكَ بدمي فتحتضِن جسدي فيك للأبد ...
لو أنني بقيتُ أتنفسُك .. أشعرُ بالأمان في كنفِك رغماً عن الحرب ، والمدافع والرصاص ...
ولكنه القدر اختار لنا الفراق وما أحتسِب أمري إلاَّ عند الرحمن الرحيم ونِعم الوكيل ...
لَمَعت في عيني دمعة الشوقِ اللاذع ولكني لم أسمح لها بالنزول ...
عليَّ أن أعتاد التماسُكَ والثبات ...
أشغلتُ نفسي عن التفكير وبدأت بتصفح مواقعِ التواصُل الاجتماعي ...
أُعجِبتُ بِكمِّ المواهِبِ العظيمة التي يمتاز بها أبناء بلادي ، قرأتُ الكثير من كتاباتهم وذُهِلتُ برسوماتٍ كانت تخفي خلفها
كمٌّ من البراعةِ والذوق لا يوصف ، وتلذذتُ بمُشاهدة صور لمُصوِّرين رائعين ولا أخفيكم أن بعض الصور واللوحات ألهمتني لِكتابة الكثير من الخواطر والمقالات ...
أثناء انشِغالي بالتصفُّح وجدتُ أنَّ شيئاً ما جعلني أتوقَّفُ قليلاً لألتقِطَ أنفاسي وأفكر بآفَّةٍ باتت تنتشِرُ بكثرة ...
" الغرور الذي يُصيبُ الشخص إذا نجح بشيءٍ ما !"
لطالما كانَت هذه الصفةُ عدوَّتي اللَّدودة ، وكثيراً ما أجدني ألفِظ بين أدعيتي الكثيرة أثناء صلاتي ...
أن اللهمَّ باعِد بيني وبين الغرور بُعد المشرِق عن المغرِب ...
يُفجِعُني من يَصل لِحلمه وهو يعلم يقين العلمِ بأنه احتاج مُساعدةً من الكثيرين ...
فيَلبِس الغرور قلبه ويُغيِّب عقله فتراه يرفُض الإمساكَ بأيدي من هم في بداية الطريق !!...
أتساءل لماذا ؟؟...
لا أجدُ لذلك جوابا سِوى أنَّ غروراً سيطرَ عليهم فسقَطَت جميع إنجازاتهم وأعمالهم من عيني مهما كانت روعتُها ...
النجاح يحتاجُ قلباً رقيقاً وروحاً مُتعاوِنة مع من هم مازالوا في خطواتهم الأولى ....
فجميعُنا نحتاج لِمن يُمسِكُ بأيدينا لِلمضيِّ في هذه الحياة بقوةٍ وثبات ...
#مياس_وليد_عرفه

تعليقات
إرسال تعليق