ظلامٌ دامس أحاطَ بي فجأةً ...
رأسي باتَ ثقيلاً وانعدَم توازُني ...
فقدتُ السيطرة بأعصاب أطرافي ، دارَت الدنيا بي وسقطتُ أرضاً !...
خفقات قلبي تزدادُ سريعاً وجسدي بأكمله بات يرتجف ...
خارت قِواي وضعُفت قُدرتي على التنفس ...
أحاولُ أن ألمِسَ ماحولي لِأعلم ماحدث ، لِأحاول البحث عن الضوء ولكنني أفشلُ وأشعر بالعجز ...
فلا أجد سبيلاً سِوى أن أصرُخ بذعر " أمي !" ...
لِتأتي مُسرِعةً إليَّ بالضوء ، فأعود لِلحياة من جديد ...
الكثير مِمَّن حولي يعلمون بأني أخافُ الظلام ويعتقِدون بأن خوفي كالأطفال ليس سِوى دلالاً ...
ولكنَّ الحقيقة هي ما أخبرتُكم بها ...
نعم تلك الدقائق التي ينعدِمُ بها الضوءُ من حولي تجعلُ مني فتاةً عمياء عاجزة عن فعل شيء !...
كثيراً ما حاولَت أمي إطفاء الضوء أثناء استِعراقي بالنوم مُعتقِدةً بأني لن أشعر بذلك ولكني أصحو كالمذعورة سريعاً في أغلب الأحيان ...
وكأنَّ الأوكسيجين انقطع فجأة عني !...
لذا أنام مع الضوء " أوكسيجيني الخاص بي " ...
هل حدث وأن تخيَّلتَ نفسَكَ داخل دوامة سريعة الدوران وأنت تحاولُ النجاة بنفسك مِنها مُتناسِياً كلَّ ما حولك ؟...
هذا ما يحدثُ داخل رأسي حين ينقطِع عني الضوء ، أو حين أجلِسُ في الظلام ...
وهذا ماكنتُ أشعُرُ به في سوريا كلَّما انقطعت الكهرباء ليلاً ، أصاب بالذعر ليس من الظلام بل من العجز الذي يجتاحُني !...
كنتُ عند الغروب أجلِسُ بمكاني على سريري أو بجانب أمي مُلتصِقةً بها لأنتظِر صراعي مع هذه الآفة حينما تنقطِع الكهرباء
ويعُمُّ الظلام ، وكانت أمي تُشعِل شمعةً تضعُها أمامي حتى أشعر بالأمان فأبقى مُستيقِظة أنظر إليها وكأنها مُنقِذي الوحيد إلى
أن يغلِبني النوم ، وكثيرا ما كنتُ أنامُ في الصباح ...
ربَّما تسألون أنفُسكُم الآن عن سبب ذكري لهذه المُشكِلة التي كنتُ أخجل في الحقيقة أن أفصِح عنها لِأحد !!...
قِراءتي لقصة هيلين كيلر ذات الإعاقة المزدوجة " فقدان البصر والسمع " أعادَت لذاكِرتي تلكَ المشاعر ...
وجعلتني أفكِّر بالأمر ملِيّاً ...
فكَّرتُ بأني أعاني فقط عند انعِدام الضوء ولكنَّ معاناتها دائمة مُستمرَّة ...
ولكنَّها استطاعَت التغلُّب عليها بإرادتِها ...
عجزتُ عن تخيُّل أنَّ بِمقدورِها الوقوف على قدمَيها والمشي أيضاً وفعل كلِّ شيء في الظلام !...
أنا لم أستطِع حتى الاعتياد على مُشكلتي وكل مرةٍ أصابُ بذاتِ الذعر ...
ثمَّة أشياء كثيرة لا نُدرِك أهميتها إلاَّ عند فقدانِها ولو كانت بسيطة ...
وننسى دوماً أن نحمِد الله خالقَها ومانِحنا إياها ...
أحمدُكَ ربي على نِعمة إبصاري للضوء ومعرِفة قيمته جيداً عند فقده ...
وأشكرُكَ على منحِك لي فرصة معرِفة هيلين التي لن أنسى إصرارها طيلة عمري ...
احمدوا الله على تلك النعم الصغيرة والبسيطة قبل الكبيرة ، فربَّما فقدانها يعني الغرق بالآلام والصراعات النفسية اللاَّ مُتناهية ...
#مياس_وليد_عرفه
رأسي باتَ ثقيلاً وانعدَم توازُني ...
فقدتُ السيطرة بأعصاب أطرافي ، دارَت الدنيا بي وسقطتُ أرضاً !...
خفقات قلبي تزدادُ سريعاً وجسدي بأكمله بات يرتجف ...
خارت قِواي وضعُفت قُدرتي على التنفس ...
أحاولُ أن ألمِسَ ماحولي لِأعلم ماحدث ، لِأحاول البحث عن الضوء ولكنني أفشلُ وأشعر بالعجز ...
فلا أجد سبيلاً سِوى أن أصرُخ بذعر " أمي !" ...
لِتأتي مُسرِعةً إليَّ بالضوء ، فأعود لِلحياة من جديد ...
الكثير مِمَّن حولي يعلمون بأني أخافُ الظلام ويعتقِدون بأن خوفي كالأطفال ليس سِوى دلالاً ...
ولكنَّ الحقيقة هي ما أخبرتُكم بها ...
نعم تلك الدقائق التي ينعدِمُ بها الضوءُ من حولي تجعلُ مني فتاةً عمياء عاجزة عن فعل شيء !...
كثيراً ما حاولَت أمي إطفاء الضوء أثناء استِعراقي بالنوم مُعتقِدةً بأني لن أشعر بذلك ولكني أصحو كالمذعورة سريعاً في أغلب الأحيان ...
وكأنَّ الأوكسيجين انقطع فجأة عني !...
لذا أنام مع الضوء " أوكسيجيني الخاص بي " ...
هل حدث وأن تخيَّلتَ نفسَكَ داخل دوامة سريعة الدوران وأنت تحاولُ النجاة بنفسك مِنها مُتناسِياً كلَّ ما حولك ؟...
هذا ما يحدثُ داخل رأسي حين ينقطِع عني الضوء ، أو حين أجلِسُ في الظلام ...
وهذا ماكنتُ أشعُرُ به في سوريا كلَّما انقطعت الكهرباء ليلاً ، أصاب بالذعر ليس من الظلام بل من العجز الذي يجتاحُني !...
كنتُ عند الغروب أجلِسُ بمكاني على سريري أو بجانب أمي مُلتصِقةً بها لأنتظِر صراعي مع هذه الآفة حينما تنقطِع الكهرباء
ويعُمُّ الظلام ، وكانت أمي تُشعِل شمعةً تضعُها أمامي حتى أشعر بالأمان فأبقى مُستيقِظة أنظر إليها وكأنها مُنقِذي الوحيد إلى
أن يغلِبني النوم ، وكثيرا ما كنتُ أنامُ في الصباح ...
ربَّما تسألون أنفُسكُم الآن عن سبب ذكري لهذه المُشكِلة التي كنتُ أخجل في الحقيقة أن أفصِح عنها لِأحد !!...
قِراءتي لقصة هيلين كيلر ذات الإعاقة المزدوجة " فقدان البصر والسمع " أعادَت لذاكِرتي تلكَ المشاعر ...
وجعلتني أفكِّر بالأمر ملِيّاً ...
فكَّرتُ بأني أعاني فقط عند انعِدام الضوء ولكنَّ معاناتها دائمة مُستمرَّة ...
ولكنَّها استطاعَت التغلُّب عليها بإرادتِها ...
عجزتُ عن تخيُّل أنَّ بِمقدورِها الوقوف على قدمَيها والمشي أيضاً وفعل كلِّ شيء في الظلام !...
أنا لم أستطِع حتى الاعتياد على مُشكلتي وكل مرةٍ أصابُ بذاتِ الذعر ...
ثمَّة أشياء كثيرة لا نُدرِك أهميتها إلاَّ عند فقدانِها ولو كانت بسيطة ...
وننسى دوماً أن نحمِد الله خالقَها ومانِحنا إياها ...
أحمدُكَ ربي على نِعمة إبصاري للضوء ومعرِفة قيمته جيداً عند فقده ...
وأشكرُكَ على منحِك لي فرصة معرِفة هيلين التي لن أنسى إصرارها طيلة عمري ...
احمدوا الله على تلك النعم الصغيرة والبسيطة قبل الكبيرة ، فربَّما فقدانها يعني الغرق بالآلام والصراعات النفسية اللاَّ مُتناهية ...
#مياس_وليد_عرفه

أولا شكرا على التذكير، فقليلا ما نحمد الله رغم كثرة نعمه علينا، احييك على شجاعتك فأول خطوة للتغلب على مخاوفنا هي اعترافنا بها، والان ما عليكي إلا ان تحاولي أن تواجهيها، ستجدين أن الضلام ليس بشعا إلى حد الخوف منه بل ستجدين أنه فيه بعضا من الراحة و السكينة ☺ حتى أنه مصدر إلهام لبعض الناس.
ردحذفخالد شويحة، مصمم جرافيك - الجزائر
شكرا.
عفوا .. شكرا إلك .. إن شاء الله سأحاول ذلك ..تشرَّفت بتواجدك في مدونتي .. أهلا بك وبأهل الجزائر ... :)
حذف☺
حذفشكرا لِوجودك ... :)
ردحذفرائعة جدا بالتوفيق صديقتي
ردحذف