هاويةُ الخوف ...

وها أنذا أقف بالمنتصف ...
أعُدُّ خطواتي التي مضيتُها ولن أُبالغ إن أخبرتُكِ بأني أنوي عدَّها مرَّة أخرى حتى أتأكد من أني لم أنسَ شيئاً أثناء مسيري ...
أو أني لم أُسقِط شيئاً سهواً ...
هكذا أنا مُترَدِّدة بكلِّ شيء ، كلَّما وصلتُ لِلنصفِ من كلِّ شيء ...
يبدأ عقلي الساذج بطرحِ أسئلتهِ الغبية ...
هل أتمَمتِ كلَّ شيءٍ كما يجب ؟...
ألم تُقصِّري مثلاً ، لربَّما نسيتِ تفصيلاً ما ؟...
لَربما كذا ... ولربما كذا ...حتى أصابَ بالإحباط وتبدأ موجة أسئلةٍ أخرى أكثر وقعاً من الأولى على نفسي ...
" ماذا لو فشلتِ ؟.."
" ماذا لو لم يقتنِع أحدٌ بما تفعلين ؟.. "
وهكذا حتى أنسى أين وصلتُ بِعدِّ خطواتي ...
فأعود لِلبدءِ من جديد ...
لهذا أجدُني متأخرةً بكلِّ شيء ...
أحدهم أخبرني بأني أفتقِدُ لِلثقةِ بنَفسي ، وأكَّد على ذلك ...
وذاك أخبرني بأني بحاجةٍ لِمن يوجِّهني ...
وأنا تهتُ بين الجميع ...
وأسأل نفسي المُرهقة من التفكير بالأمر ذاته ...
كيفَ لي أن أعبر برأيي وأكتب أفكاري وأقولُ عمَّا يجولُ في قلبي لو أنني أفتقِرُ لِلثقة ؟...
من يفتَقِرون لِلثقة يخافون حتى من إبداءِ رأيهم أمام أحد !...
أخبرَتني بذلكَ صديقةٌ وهي تبكي وتشكو لي حالَ ارتِباكِها الدائم ...
هوَّنتُ عليها وأخبرتُها بأن المشكِلة لا تتعلقُ بثقتِها بذاتِها ...
إَّما تتعلَّق بالخوف من الفشل ...
الخوف يتمتَّع بِقيود مُخادِعة لا تظهر آثارُها إلا بعد الوصولِ لِمنتصف الأحلام ...
وبعدها يتمتعُ بهوايته الممتعة في التضليل وإضعاف الهِمم وإدخال اليأس للقلب ومن ثم السقوط في هاوِيته ...
وما العمل ؟.. سألَتني بكلِّ رجاء ...
عليكِ أن تُكملي عملكِ مُتجاهلةً تلك الأفكار وكلَّما أغرقتِ عقلكِ بالتفكير بعملك وبأنكِ ستنجحين سيخفُتُ صوتُ الخوفِ
تدريجيّاً حتى يختفي ، ولكن قاوميها بقوة ولا تستسلمي ...
وعليكِ أن تكوني مُتيَقِّظةً لِأساليبها المُخادِعة ...
ولا تنسي صديقتُكِ بالقربِ دوماً ...


#مياس_وليد_عرفه