كثيرة أفكاري الساذجة التي تفرض نفسها عليَّ هذه الليلة ...
تارة تأخذني إلى ماضيَّ البعيييد الجميل ...
فترتسم شبه ابتسامة على شفتيَّ محمولة بكمٍّ لا بأس به من الحسرة والندم ...
فكل مارحل لن يعود ، هذا هو قانون حياتنا ...
وتارة تسحبني إلى ماضيَّ الأليم حيث وقعتُ أرضاً ذات مرة بين جموع البشر الذين كانوا يمشون بخطاً متسارعة ...
يومها لم أستطع الوقوف ، حاولت كثيرا .. لم أستطع ...
طلبتُ المساعدة من المارين في الطريق ...
لم يستجب لندائي أحد ...
وكأن أحداً لم يراني !!...
ولكن ، ما العمل ؟؟؟...
عليَّ الوقوف بأي طريقة ...
من بعيد لمحتُ رجلاً مسِناً يمشي مسرعاً باتجاهي ويشيرُ إليَّ بأن أنتظره حتى يصل إليَّ فيساعدني على النهوض ...
نظرتُ إليه ونظرتُ إلى نفسي ، أنا فتاة شابة عشرينية ...
وهو رجل خمسيني مسن ...
خجلتُ من نفسي وشعرتُ بالإشمئزاز من جموع البشر الذين يمرون بجانبي ولم يمد أحد يد العون ...
خجلتُ من نفسي واعتزمت أن أحاول الوقوف بأي طريقة مهما كانت قبل أن يصل إلي ذاك الرجل الطيب ...
بدأتُ بالبحث عن شيئ أستند عليه ...
لم أجد شيئاً سوى عجلات متسخةٍ لسيارة مركونة خلفي !!...
شرعتُ في المحاولة ولم أكترث لكم الوساخة والسواد الذي سيعمُّ يديَّ بعد تلك المحاولات ...
لم أكترث لما سيقولونه عني حال وصولي لوجهتي عن ملابسي المغبرة والتي امتلأت بالطين وعن يداي السوداوين ...
لم أكترث لما ستغدو عليه هيئتي بعد ذلك ...
هدفي هو أن أقف قبل أن يصل الرجل الطيب ...
ولو لم تساعداني ركبتاي على الوقوف سأقف ...
حاولت جاهدة أمسكتُ بالعجلات بكلتا يدي ...
بدأتُ أفرد ركبتي اليمنى لتكون ساقي على استقامتها ...
وبعدها أشد جسدي الضعيف بكلتا يدي ...
حاولت رغم أملي الضيق شبه المستحيل ...
بقيتُ أحاولُ وأنا أناجي خالقي ...
" يا الله .. أنا الآن وحدي ولا أحد معي سواك ، ساعدني وأخرجني من هذا السجن الذي أنا فيه "
بعد محاولاتي الكثيرة الفاشلة ، أخيرا وقفت !!...
كان الله معي .. عزمتُ وتوكلت ووقفت ...
نعم وقفتُ على كلتا قدميّ !!...
كانت سعادتي حينها تسع الكون كله ...
بدأتُ أضحك وسط الشارع فرحةً بانتصاري غير مصدقة ...
ظن الناس بأني مجنونة ربما أو بلا عقل ...
من الطبيعي أن يظنوا ذلك ..
فمن يرى فتاة متسخة الملابس واليدين ، تقف في الشارع وتضحك بشكل هستيري وحقيبتها بالأرض تبعد عنها خطوة واحدة ، ماذا سيقول ؟
قاطعني صوت من خلفي :
- هل أنت بخير يا ابنتي ؟
لماذا لم تنتظريني ؟ انظري كيف أصبحت هيئتك !...
ثم انطوى ليلتقط حقيبتي من الأرض ويعطيني إياها...
- لا تقلق ياعم .. أنا بخير .. خجلتُ من أن يساعدني رجل مسن بعد أن يئستُ من الفتيات والفتية المارين من حولي ...
أشكرك ياعم ...
بعدها انطلقت لأكمل طريقي حيث تنتظرني صديقتي التي عندما رأت هيئتي صُعقت !!...
- ما الذي حدث ؟
- لا شيئ .. فقط وقعت ولم يساعدني على النهوض سوى عجلات سيارة ورجل عجوز رآني من بعيد أنادي من حولي وهم لايسمعون ...
تساءلتُ حينها : أيعقلُ بأن يكون الله قد أعمى العيون عني حتى يريني بأني أستطيع النهوض ؟؟...
تلك الحادثة لها أثر عميق داخلي إذ لم يشعر بألمها وعمقها وقوتها سواي ...
" الله معي "
تلك الجملة لا تكاد تنفك عن لساني كلما وقعت لأنهض من جديد وحدي ، ولن تنفك ...
ليس فقط من ناحية السقوط أرضا بسبب ركبتين ضعيفتين ..
بل بجميع نواحي الحياة ...
بعض التجارب لشدة صعوبتها تمنح قلوبنا صلابة وإيمانا بأن لو انقطعت كل السبل لتحقيق شيئ ما سيكون هناك سبيل ربما صغير وبسيط وربما كعجلات متسخة ليستند عليها الحلم ويتحقق فيحلق في فضاء انتصاره بعدها ...
تارة تأخذني إلى ماضيَّ البعيييد الجميل ...
فترتسم شبه ابتسامة على شفتيَّ محمولة بكمٍّ لا بأس به من الحسرة والندم ...
فكل مارحل لن يعود ، هذا هو قانون حياتنا ...
وتارة تسحبني إلى ماضيَّ الأليم حيث وقعتُ أرضاً ذات مرة بين جموع البشر الذين كانوا يمشون بخطاً متسارعة ...
يومها لم أستطع الوقوف ، حاولت كثيرا .. لم أستطع ...
طلبتُ المساعدة من المارين في الطريق ...
لم يستجب لندائي أحد ...
وكأن أحداً لم يراني !!...
ولكن ، ما العمل ؟؟؟...
عليَّ الوقوف بأي طريقة ...
من بعيد لمحتُ رجلاً مسِناً يمشي مسرعاً باتجاهي ويشيرُ إليَّ بأن أنتظره حتى يصل إليَّ فيساعدني على النهوض ...
نظرتُ إليه ونظرتُ إلى نفسي ، أنا فتاة شابة عشرينية ...
وهو رجل خمسيني مسن ...
خجلتُ من نفسي وشعرتُ بالإشمئزاز من جموع البشر الذين يمرون بجانبي ولم يمد أحد يد العون ...
خجلتُ من نفسي واعتزمت أن أحاول الوقوف بأي طريقة مهما كانت قبل أن يصل إلي ذاك الرجل الطيب ...
بدأتُ بالبحث عن شيئ أستند عليه ...
لم أجد شيئاً سوى عجلات متسخةٍ لسيارة مركونة خلفي !!...
شرعتُ في المحاولة ولم أكترث لكم الوساخة والسواد الذي سيعمُّ يديَّ بعد تلك المحاولات ...
لم أكترث لما سيقولونه عني حال وصولي لوجهتي عن ملابسي المغبرة والتي امتلأت بالطين وعن يداي السوداوين ...
لم أكترث لما ستغدو عليه هيئتي بعد ذلك ...
هدفي هو أن أقف قبل أن يصل الرجل الطيب ...
ولو لم تساعداني ركبتاي على الوقوف سأقف ...
حاولت جاهدة أمسكتُ بالعجلات بكلتا يدي ...
بدأتُ أفرد ركبتي اليمنى لتكون ساقي على استقامتها ...
وبعدها أشد جسدي الضعيف بكلتا يدي ...
حاولت رغم أملي الضيق شبه المستحيل ...
بقيتُ أحاولُ وأنا أناجي خالقي ...
" يا الله .. أنا الآن وحدي ولا أحد معي سواك ، ساعدني وأخرجني من هذا السجن الذي أنا فيه "
بعد محاولاتي الكثيرة الفاشلة ، أخيرا وقفت !!...
كان الله معي .. عزمتُ وتوكلت ووقفت ...
نعم وقفتُ على كلتا قدميّ !!...
كانت سعادتي حينها تسع الكون كله ...
بدأتُ أضحك وسط الشارع فرحةً بانتصاري غير مصدقة ...
ظن الناس بأني مجنونة ربما أو بلا عقل ...
من الطبيعي أن يظنوا ذلك ..
فمن يرى فتاة متسخة الملابس واليدين ، تقف في الشارع وتضحك بشكل هستيري وحقيبتها بالأرض تبعد عنها خطوة واحدة ، ماذا سيقول ؟
قاطعني صوت من خلفي :
- هل أنت بخير يا ابنتي ؟
لماذا لم تنتظريني ؟ انظري كيف أصبحت هيئتك !...
ثم انطوى ليلتقط حقيبتي من الأرض ويعطيني إياها...
- لا تقلق ياعم .. أنا بخير .. خجلتُ من أن يساعدني رجل مسن بعد أن يئستُ من الفتيات والفتية المارين من حولي ...
أشكرك ياعم ...
بعدها انطلقت لأكمل طريقي حيث تنتظرني صديقتي التي عندما رأت هيئتي صُعقت !!...
- ما الذي حدث ؟
- لا شيئ .. فقط وقعت ولم يساعدني على النهوض سوى عجلات سيارة ورجل عجوز رآني من بعيد أنادي من حولي وهم لايسمعون ...
تساءلتُ حينها : أيعقلُ بأن يكون الله قد أعمى العيون عني حتى يريني بأني أستطيع النهوض ؟؟...
تلك الحادثة لها أثر عميق داخلي إذ لم يشعر بألمها وعمقها وقوتها سواي ...
" الله معي "
تلك الجملة لا تكاد تنفك عن لساني كلما وقعت لأنهض من جديد وحدي ، ولن تنفك ...
ليس فقط من ناحية السقوط أرضا بسبب ركبتين ضعيفتين ..
بل بجميع نواحي الحياة ...
بعض التجارب لشدة صعوبتها تمنح قلوبنا صلابة وإيمانا بأن لو انقطعت كل السبل لتحقيق شيئ ما سيكون هناك سبيل ربما صغير وبسيط وربما كعجلات متسخة ليستند عليها الحلم ويتحقق فيحلق في فضاء انتصاره بعدها ...

جميلة هي افكارك و رواياتك استاذة، و اجمل هي طريقتك في سردها و التعبير عنها، شكرا لك و ألف شكر للذي قادني لمدونتك 😊
ردحذفشكرا لوجودك .. سعيدة بمتابعتك ... :)
حذف