و لكنَّها تَجذِبُني وتَجذِبُ شُعوري
بِالضَّياع ..
شعوري بِالرَّغبَةِ في الهُروبِ من
شِجاراتٍ تَدوي داخِلَ رأسي ..
أستَلِذُّ بِرسمِ أغصانِها المُتشابِكةِ
والغريبةِ المعالِم فاقِدَةِ الجمال ..
ولكِن هُناكَ شَبَهٌ واضِحٌ لِتِلكَ
الأغصان بِأفكاري ..
تِلكَ الخُطوط المُلتَوِيَةِ تُشبِهُني
كثيراً ..
وكَونَها واقِفَةٌ هُناكَ وحيدَة ..
غريبة .. لافِتَةٌ لِلأنظارِ تماماً كَأنا ..
أحياناً يُخَيَّلُ إلَيَّ أنَّها قَدَري ، وخطَّ سَيري نحوَ شِتائيَ
الدافئ ..
رُغمَ أنَّ دِفءَ الحياةِ باتَ شِبهَ
مُستَحيلٍ في واقِعِنا الحالي ..
الذي يَسودُهُ صَقيعُ البُرودِ في
المشاعِر .. الضمير .. والإنسانِيَّة ..
صَقيعُ اللاَّمُبالاةِ المُتَعَمَّدة ..
ورُغمَ كَثرَةِ التَّعَرُّجاتِ
والتَّشابُكِ ..
لن أَسمَحَ لِنفسي بالضَّياعِ بينَها
وفيها أكثر ..
كُلَّما أردتُ الهُروبَ من كلِّ شيءٍ
ومن نفسي أيضاً !!..
أمسَكتُ قَلَماً ورَسَمتُ شَجرَةً
مُتشابِكة ..
وبعدَها فَسَّرتُ سبَبَ كَونِها موجودةً
ومرسومَةً على أوراقيَ ..
الخالِيَةَ من كلِّ شيءٍ إلاَّ الكلِمات
!!..
لِأنَّ كلَّ حُزنٍ أو ضَياعٍ يبُثُّ إلى
روحي تَشَتُّتاً لن يستطيعَ إبعادي عن الكِتابة..
فالكِتابَةُ حياةٌ وأنا أعيشُ فيها
وأتنَفَّسُ مِنها ..
وتبقى تِلكَ الأشجار مُجرَّد خربَشاتٍ
مُهَمَّشَةٍ ليسَ إلاَّ ..

تعليقات
إرسال تعليق