وجَّهتُ قلبي إليك

عينايَ غارِقتان بالظلام
فراغٌ شاسِع يلفُّ روحيَ بإتقان
أجولُ بِبصري هنا وهناك
لا شيء سوى فراغٌ مُظلِم وأنا الغارِقة هناك
أحاوِلُ التملُّص من قيدٍ شدَّ مِصَميَّ منذُ أمدٍ بعيد
ولكنَّ القيد يأبى أن يُخلِّصني
وكأنَّ ذاكَ القيد باتَ عاشِقاً عن مِعصَمي لا يفترِق
وكأنهُ مُلتَصِقٌ بِصمغٍ ثابتٍ لا يهترئ
وكأني عرفتُ الحكاية أخيراً
قيدي مني وأنا منهُ فكيف لنا أن نبتعِد
أعرضتُ عن فكرةِ التَّملُّصِ من القيدِ مؤقَّتاً
بغيةَ عدم إضاعتي للعمرِ مع قيدٍ مُحكَم و مُنغلِق
فكَّرت بطريقةٍ أخرى علَّ الفراغ القاتِمَ يندثِر
غنَّيتُ لِليلِ أغنيةَ البقاءِ علَّه يرِقُّ لحالي وينتفِض
لم يسمع!
رفعتُ صوتي عالياً قُلتُ لرُبَّما من الخجلِ خفَت
لكنَّ ليلاً أصمّاً لِلصراخِ ما التفَت!
عجباً قلتُ ما بالُ ليليَ إذ يراني ينحسِرُ في الدنيا جميعاً، ويتركُني!
يترُكني وحيدَةً في الفراغِ لا قمرٌ ينيرُ عتمتي، ولا نجوماً تُداري
أغرقتُني في البكاء حتى ما بقيت دمعة تُبَلِّلُ وجنتي بانهدارٍ
حتى الدموعُ أبت عنِّي واختارَت الليلَ على أن تُواسِي وحدتي في الظلامِ!
ناجَيتُ خالقي إذ ليس لي بعدٌ سِواه
مابالُ كلُّ من أغرقتُهُ حبّاً باتَ لايُبالي؟
ما بالُ قلبي لم يجد إذ ضعُفَ من يُغالي به وينشر النور بأرجائه بإلحاحِ؟
أنِر بنورِك قلبي يا الله فإني من البشرِلن  أجِد من يبدِّد ظلامي
وجَّهتُ قلبي إليكَ وأنا موقِنة بأنكَ على كسرِ قيودي لَقادِر
على تحريري من فراغٍ قاتمٍ ، على إلهامي بِطريقِ آمنٍ لِلحياة لَقادر
وجَّهتُ قلبي إليك وأنا مؤمنةٌ بأنكَ الأمل الوحيد الذي سأشدُّ الإمساكَ بِحبالِه
وجَّهتُ قلبي إليكَ وأعلَمُ بأن شمساً أشدَّ نوراً ستُشرِق بإرادتكَ
وجَّهتُ قلبي إليك فإنَّ روحي ما لمسَت نوراً إلاَّ بِقُربِك وحبِّك

#مياس_وليد_عرفه