القائمة الرئيسية

الصفحات


غابَ عن عيني الفرح واكتظَّ قلبي ضيقاً
سلبَت غربتي مني الأصحابَ والحياة
غرقتُ في اللاشيء! 
لا أعلم من يحتوي الآخر أنا أم الفراغ؟
داخلي خواءٌ وبقايا أنقاضٍ مشَت عليها الحربُ وبكلِّ وحشيِّةٍ قضت على بقايايَ
هرِمتُ قبل أن يتعدى عمري الثلاثين بِسنوات، وما بعدَ الهرمِ سوى انتظار نهايةٍ طبيعيَّة
بحثتُ طويلاً عن طريقةٍ لأنقَشِع بها عني وعن ضبابيَّتي السوداء، فما أحبَّ وجودي سِوى كتُبٍ غنيَّة الأوراق مُكتَنِزةُ الأفكار!
تعلَّمتُ الغرق اللذيذ وصِرتُ أعشقه ، تملَّصتُ من الموتِ البطيء لِلحياة!
بدَت ملامِحي تعود ووجنتايَ تُزهِران،
بدأتُ أعيش !
تعلَّمتُ أنَّ لي في الخيالِ حياة فعشتُه في وطنٍ ما انتهى بعدُ من الدمار وماتركته همجيَّةُ الحرب اللعينة
لعِبتُ نطَّ الحبلِ مع طِفلة استُشهِدت لحظةَ سقوطِ برميلٍ مُدمِّرٍ مودِياً بحياتِها وعائلتها
أخبَرتها أن اللعِب في الجنَّة أكثرَ متعة، فطارَت فرحاً نحو السماء
غنَّيتُ مع طِفلٍ آخرَ فقدَ لِلتوِّ عائلتَه بأكملِها، كان صوتُه محقوناً بالألم والاختناق لكنَّه غنى لأنه يريدُ أن يعيش!
واشتنشقتُ الياسمين والجوري مع طِفلةٍ فقدَت بصرها منذُ فترةٍ وجيزةٍ بسببِ شظيَّةٍ خبيثة! 

أخبرتُها بأنَّ استِنشاقَ الزهور أعمقُ متعةً ولذةً من رؤيتِها فأحبَّت ذلك ولم تحزن لمصيرها
عِشتُ الكثير وأنا أقرأ وتغيَّرت لِأصبِح فراشَة أملٍ بعد أن كنتُ مُجرَّد سراب.

تعليقات

التنقل السريع