تختبرنا الحياة دومًا كأن تمنع عنا حبا لطالما كان الأمل والنور الساطع وسط كومة الركام المظلمة التي نعيشُ فيها
كأن تُباعد الأهل والأحباب بعضهم عن بعضٍ بسبب خوفٍ ما كان يوما له أي وجود
كأن تجعلنا نتخلى بإرادتنا عن أحلامٍ كانت بالنسبة لنا شعلةً نسير خلفها مُغمِضي عيون قلوبنا عن كل مؤثر قد يحيدنا عن طريقه
كأن نجد أنفسنا فجأة وسط جدرانٍ ما رغبنا بها أبدا لوحدِنا نختنقُ بكلِّ القيود التي تكبلنا وتحرمنا من تحقيق أصغر ما نتمنى، نجد أنفسنا وقد تحولنا فجأة لعصافير داخل قفصٍ وهمي، "لا تفعلي، لن أسمح لكِ، هذا المكان ليس لنا"
بالفعل هذا المكان ليس لي!
ولكن لمَ يتوجب عليَّ أن أقضي حياتي بين الجدران لأني في مساحة جغرافية ليست لي وأنا التي كنتُ أحلم بالكثير؟
لم أنتبه أنَّ جناحاي كانا يُقصَّانِ رويدًا رويدًا، كنت أعتقد أن المقاومة ستجعلني أنجح وأصل لِما أريد!
لكنني فجأةً وجدتني بلا أجنحة، فجأةً هوَيتُ بسرعةٍ من أقصى درجات الأحلام العالية إلى أدنى درجات الإحباط!
ومرةً أخرى قررتُ أن أقاوم إحباطي بدون أن أفكر لِثانية بما حصل، فاستنزفت مقاومتي الثانية كل قِواي المتبقية!
وها أنذا، مجردةٌ من كل حلم ولم يبقَ شيءٌ في جعبتي!
لا كلمات ولا قصائد ولا نصوص ولا حتى أبطالٌ أسرد عنهم قصصي، أما عن رواياتي الثلاث مبتورات الأحداث والغير مكتملات ما زلن في دولابي يعانين الوحدة والظلام مثلي!
أخبرني صديقٌ بالأمس بأنني ضعيفة!
ربما قالها مُمازِحا ولكنها ظلت عالقةً بتلافيف عقلي تتأرجح هنا وهناك وتملأني بالتساؤلات
هل أنا حقًا ضعيفة؟
هل بعد كلِّ محاولاتي وإصراري على تحدي ظروفي ومن ثم فشلي في النهاية، وبعد انعِدام أجنحتي أبدو ضعيفة؟
ربما كنتُ بالفعل ضعيفة، وربما بدأتُ بالضعف عندما لم تعد لي رغبة بأي شيء، في الحقيقة لم أعد أشعر بشيءٍ، لا الحماس ولا الشغف اللذان كانا يملآني، تبخرا ربما!
أنا الآن أشعر وكأنني قطعٌ مكسورةٌ متكوِّمة فوق بعضها البعض، لا أفعل شيئا سوى أني أحاول ترميمي ولكن الحياة لا تمنحنا الفرص دوما لِترميم أنفسنا، إنها ترمي فوقنا كل ما يزيد كسرنا دفعة واحدةً في وقتٍ واحد.
إنها تُغلِقُ أمام أعيُننا كلَّ بابٍ قد نلجأ إليه لِنجد فيه القليل من الأمل، ولكنَّ بابا واحدًا لن تجرؤ على المساسِ به،
إنه باب اللطيفِ العظيم، بابُ الكريم الواسعِ الحليم، باب الله العفو المُحيطِ بكل شؤوننا.
#مياس_وليد_عرفه
تعليقات
إرسال تعليق